لا أدري ما ذنب الجيل القائم الآن حين يصبح ويمسي بعبارة كانت أعيادنا في السابق أفضل من أعيادكم ومناسباتنا أسعد من مناسباتكم والعيد في السابق أكثر متعة منه في زماننا هذا، كذا نسمع ونقرأ ونشاهد.
في اعتقادي أن العيد السابق هو مناسبة لا تختلف عن العيد الحالي لكنه يحلو للبعض أن ينادم الأطلال ويحن للماضي ويبكي على ما سبق مع أن الحاضر في بعض صوره أفضل من بعض الصور القديمة.
الوارد في نصوص شرعنا المطهر، وتطبيق متقدمينا الأوائل أهل العلم الأصيل الحث على إظهار الفرح والسعادة في كل عيد لا كما يحلو للبعض أن يردد (عيد بأية حال عدت يا عيد) ويجعل العيد مناسبة للنواح لا الأفراح.
أتفهم كما يتفهم غيري وجود المنغصات في زماننا هذا أكثر من السابق لكن هذا لا يعني أن الأوائل لم تكن لديهم منغصات بل كانوا يرزحون تحت الجوع وانعدام الأمن وغياب أبجديات الحياة الصحية السليمة فأدنى مرض بمقاييسنا الآن كان يفتك بالبلدان والقرى، وكان الفرد منهم يسافر وتنقطع أخباره سنوات طويلة، ولم تمنعهم كل هذه الأمور من إظهار الفرح والسرور، فهل نعي هذه الرسالة أن في كل عيد لابد منا إظهار الفرح والسرور قدر المستطاع وأن نؤجل النواح والأنين لعدة أيام فقط.
للتواصل
فاكس/ 2092858
Tyty88@gawab.com