يوم جديد أسود في أسواق المال الأمريكية.. وأيام سوداء متواصلة في سوق المال السعودية حيث تستمر تأكل أرقام مؤشر السوق السعودية التي هبطت إلى دون السبعة آلاف نقطة.
في أمريكا تواجه خطة إنقاذ الاقتصاد الأمريكي مناورات أيدلوجية بين الحزبين الرئيسين الديمقراطي الذي يساند خطة إسعاف الاقتصاد الأمريكي التي قدمها الرئيس جورج بوش الذي يواجه تمردا من حزبه الجمهورية الذي يرى في الخطة تجاوزا ونيلاً من مدراء الشركات والبنوك والمؤسسات المالية الكبرى في وول ستريت حيث تستهدف الخطة تخفيضا لرواتبهم التي تضخمت بدرجة كبيرة والتهمت نسبة كبيرة من أصول وأموال البنوك والشركات والمؤسسات المالية، والجمهوريون لا يريدون المساس بمزايا هؤلاء المديرين الذين جميعهم مساندون للحزب الجمهوري ومن ممولي حملاته الانتخابية. وهذا ما جعلهم مترددين من دعم خطة بوش لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، فأعلنوا تمردهم وظلت خطة بوش حبيسة أروقة الكونغرس الأمريكي.. فالخطة -وللمفارقة- تحظى بالدعم والتأييد من الحزب الديمقراطي.. فيما يعارضها الحزب الجمهوري حزب الرئيس مما يجعل الاقتصاد الأمريكي عاجزا عن مواجهة التدهور الذي أصاب أسواق المال ليس في أمريكا بل امتد لخارجها، وأخذت البنوك الكبرى في أمريكا تتساقط واحدا تلو الآخر؛ فقد انهارت مؤسسة (واشنطن ميوتيوال) وعدّ انهيارها أكبر انهيار في تاريخ المصرفية الأمريكية مما دفع السلطات الاتحادية الأمريكية إلى الاستحواذ عليها وبيع أصولها إلى بنك الاستثمار (جيه. بي. مورغان) مقابل 9.1 مليار دولار.
هذه الانهيارات المتتالية في سوق المال الأمريكية وتولي الاستيلاء وإفلاس بنوكها وانعكاساتها المدمرة على اقتصاديات الدول الأخرى، فرض على جميع الدول التحرك لإنقاذ اقتصادها وأسواقها من سوء الإدارة والتخبط الأمريكي الذي شمل نواحيَ عدة في زمن إدارة بوش، وبدأت دول المال المهمة كاليابان وبريطانيا وألمانيا تتحرك لإنقاذ أسواقها وبنوكها واقتصادها، كما أن دول الخليج العربية تحركت هي الأخرى وضخت أموالا لإبقاء أسواق المال فيها متماسكة، أما نحن هنا في المملكة العربية السعودية، أصحاب أكبر سوق للأسهم في المنطقة فلا نزال في سبات نائمين نترقب حلاً من واشنطن الفارقة في صراع الحزبين.. فيما يواصل السوق نزف الأرقام دون أن نتحرك.