عادت من جديد مدينة أبها إلى ممارسة الركض السياحي الرمضاني الذي فارقها قرابة عقدين من الزمن وذلك عندما تحول شهر الخير والبركة إلى الأجواء الباردة والتي أثرت سلباً على القادمين لأبها.. ويتزامن شهر رمضان لهذا العام مع حلول فصل الصيف والذي تلتهب به درجات الحرارة في المناطق الأخرى من الوطن الحبيب.. وما أن أطل علينا رمضان في شهر الصيف إلا وعادت إلى أجواء أبها الساحرة الليالي الرمضانية الماضية والتي اشتاق لها عشاق جمال الطبيعة والهواء العليل إلى ممارسة السياحة الرمضانية في ظل تطور غير عادي للخدمات السياحية المقدمة.
وتستهوي أبها عاشقة الضباب في شهر الخير العديد من المحبين القدامى الذين ابتعدوا عنها خلال العقدين الماضيين نتيجة برودة الأجواء وهم في حقيقة الأمر من مختلف مناطق المملكة وبعض دول الخليج العربي يتجولون بين أسواقها ومنتزهاتها ومهرجاناتها المتواصلة، حيث تتواصل المهرجانات السياحية الصيفية خلال الأمسيات الرمضانية فتارة في مهرجان أبها السياحي المسمى ليالي أبها الرمضانية بطريق المطار وتارة بمهرجان ليالي عسير الرمضانية الواقع بطريق الطائف وأخرى بمهرجان أبها الرمضاني الواقع على الحزام الدائري، وهنالك مهرجان ليالي أبها التراثية بحديقة أبها الجديدة وغيرها الكثير من المهرجانات المسائية.
لقد تحول مساء أبها الرمضاني إلى كرنفال سياحي جذاب جذب له محبي السياحة النقية في أجواء دينية رمضانية أخاذة تأخذك إلى تنوع المهرجانات والعروض والمأكولات الشعبية التراثية التي تشتهر بها أبها خاصة وعسير بشكل عام يعيش معها الكبار باستمتاع ويفرح بها الصغار متضمنة الألعاب الشعبية والكهربائية التي تهفو لها أنفس الصغار متنقلين ببراءة الطفولة من لعبة لأخرى في أمسيات رمضانية تجمع كافة الأطياف.. لقد تواصل هذا العام الفرح لأهل المنطقة والمصطافين بمواصلة المهرجانات التسويقية فعالياتها المختلفة والتي تصادفت هذا العام أيضاً بالإجازة الصيفية التي يتمتع بها أبناؤنا الطلاب.
وفي جولة رمضانية قامت بها الجزيرة إلى المواقع السياحية والمهرجانات التسويقية المسائية كان لنا بعض من هذه القاءات لتلمس رأي شريحة من المجتمع حول عودة شهر الخير في موسم الاصطياف لمدينة أبها.
في البداية تحدث لنا سليمان بن محمد الزيد من أهالي مدينة الرياض فقال: لقد عملت على تنسيق إجازتي لهذا العام لتتصادف مع شهر رمضان رغبة مني في الحضور إلى مدينة أبها وقضاء شهر الخير والغفران في ظل هذه الأجواء الباردة المفعمة بالأمن والإيمان والتي أتذكرها عندما كنا نأتي للاصطياف قبل حوالي العشرين عاماً حيث كنا نقضي رمضان وسط الأجواء الباردة والغيوم المحلقة والأمطار المستمرة في ذلك الوقت ولإعادة تلك الذكريات الرمضانية الخالدة في الذاكرة رغم تباعد الزمان إلا أنني حرصت أن أقضي شهر رمضان هنا وأن أستعيد شيئاً من الماضي الجميل. وحول تطور الخدمات أشار إلى أن الفرق شاسع وقد ذهلت بما وصلت إليه المنطقة من تطور طال جميع الخدمات.
وفي موقع آخر في مهرجان أبها لليالي الرمضانية التقينا بالموطن صالح بن سعد الشمري من سكان الرياض أيضاً فقال: كنت قد زرت أبها عندما كان يتصادف رمضان وأشهر الصيف سابقاً عدة مرات ثم قررت حينها شراء منزل لي في هذه المدينة الحالمة حتى ارتاح من عناء البحث عن الشقق السكنية ومشاكل الإيجار، وقد اشتريت بالفعل منزلاً في حي الضباب وكنا نأتي إليه في شهر رمضان المبارك إلا أن تغير الأجواء خلال العقدين الماضيين حرمنا من المجيء إلى أبها والتمتع بأجوائها الرمضانية.
ومع عودة رمضان لهذا العام والأعوام القادمة إن شاء الله سوف نتواصل مع أبها ومتعة أجوائها الرمضانية التي نستمتع بها كثيراً لاسيما أنني شاهدت في أمسيات رمضان الأبهاوية لهذا العام العديد من الفعاليات والأنشطة التي تبحث عنها الأسرة والطفل خاصة مهرجانات التسوق التي تجذبنا كل مساء.
وفي هذا الشأن تحدث لنا أيضاً المواطن سعود بن صالح السويل من أهالي منطقة القصيم فقال: سمعت الكثير من بعض الأقارب عن أجواء أبها الرمضانية الساحرة لاسيما وأن العديد من الأقارب يمتلكون منازل في أبها اشتروها خلال المواسم الرمضانية الماضية والتي كانت تصادف شهر رمضان صيفاً ومن خلال السمع والإشادة عن تلك الأجواء قررنا أنا وأسرتي السفر إلى أبها وفي واقع الأمر لقد سعدنا كل السعادة بأجواء أبها الرمضانية وزادت سعادتنا بالخدمات السياحية الراقية والمتكاملة وكذلك مهرجانات التسوق والتراث وتوفر المدن الترفيهية للأحبة الأطفال فالمتعة الحقيقة هي لهم:
وفي حديقة أبها الجديدة تحدث لنا عبدالكريم الأحمدي من دولة الكويت الشقيقة فقال: أنا من عشاق مدينة أبها صيفاً ولقد اشتريت لي ولأسرتي منزلاً بهذه المدينة في حي الكويتيين حتى أكون على تواصل مع هذه الطبيعة الساحرة والأجواء الممتعة في الماضي كنا نذهب للاصطياف في بعض البلدان الأوروبية إلا أنها بعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد الخليجية، وهذا يؤثر سلباً على الأطفال والتربية على وجه الخصوص وعندما تعرفنا على أبها من خلال الإعلام وحضرنا إلى هنا قررت السكن الصيفي هنا لأن الطبيعة ممتازة والأجواء رائعة والأمن متوفر والعادات نفس العادات والأهم تطبيق الشريعة الإسلامية.. ويضيف لقد حضرت لأبها أول مرة قبل 18 عاماً وفي تلك الفترة كان الجو يميل للبرودة قليلاً إلا أننا استمتعنا بتلك الأجواء وبعدها كنا نأتي خلال الصيف فقط وانقطعنا فترة رمضان حتى أتى هذا العام والذي صادف شهر رمضان أواخر الصيف، واعتبره من أجمل وأمتع الرمضانيات التي صمتها، وإن شاء الله نهاية رمضان أذهب للعمرة بمكة المكرمة ثم العودة لقضاء العيد هنا والذهاب بعد ذلك للكويت وحول الخدمات المقدمة يقول أكثر من ممتازة ولا ينقص أي شيء، وقد تطورت المنطقة تطور مذهلاً خلال السنوات الأخيرة.. ولي ملاحظة فقط وهي قلة الرحلات الجوية ففي فصل الصيف من الصعوبة بمكان أن تجد مقعداً بالطائرة إلى أبها أو حتى للمغادرة منها أتمنى أن تكثف الرحلات لهذه المنطقة الجميلة. ويضيف أخيراً لقد سعدنا بالصوم هنا في وطن الأمن والإيمان، حيث لم نحس بأي غربة أو نقص إنما وكأننا في بلدنا ولله الحمد.
وأخيراً تحدث لنا الإعلامي علي العكاسي من أبناء المنطقة فقال: عسير بشكل عام وأبها خاصة كانت عندما يأتي رمضان في فصل الصيف سابقاً تتحول إلى حديقة غناء من الجمال والإبداع الرباني لأنه في تلك الفترات كان يصادف شهر رمضان أمطار غزيرة كانت تهطل على ما أذكر من الظهيرة إلى وقت العصر وكانت تشكل بانوراما جميلة وأخاذة للناظرين.. صحيح أن الخدمات السياحية والسياحة بشكل عام لم تكن قد وصلت للمستوى الحالي فهي كانت في طريق البدايات إلا أنها كانت محملة بالجمال والإبداع والأجواء الرمضانية الآسرة ولا أنسى في هذا المقام أن أشير للجهود الجبارة لباني ومؤسس السياحة النقية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والذي وضع اللبنات والأسس المتينة لسياحة المنطقة ولا تزال ولله الحمد تحظى المنطقة بتطوير ومتابعة كبرى في جميع المجالات من لدن أميرها الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز والذي يواصل الخطى والجهود الحثيثة للرقي بها وجعلها درة ناصعة بين درر الوطن الحبيب. وفي ذات السياق تحدث الإعلامي عبدالله اليحيا فقال: تعيش مدينة أبها هذه الأيام أجواء رمضانية ساحرة أدت إلى استمرار تواجد المصطافين ومحبي الطبيعة والسياحة النقية واستطيع أن أقول لك أن أغلبهم من عشاق أبها وأجواء رمضان في أبها من خلال السنوات الماضية ولقد تجولت في منتزهات أبها فوجدت العديد ممن استهوتهم تلك الأجواء وبهذه المناسبة فإنني أوجه الدعوة للكل للتمتع بأجواء أبها خلال هذا الشهر وإحياء الأمسيات بالعبادة والروحانية لاسيما وأن الأجواء المعتدلة تشجع على ذلك ولا بأس من الاستمتاع بالتسوق والمهرجانات التراثية التي هي تأصيل للماضي بشكل جذب لها الجميع من المصطافين وأبناء المنطقة وأعاد للجميع ذكريات رمضان في الزمان الجميل.