أحسن الله عزاءنا جميعاً وعظم أجرنا في فقيدتنا الغالية الأميرة لؤلؤة بنت عبدالعزيز.
أحسن الله عزاء إخوانها وأخواتها وأبنائها وبناتها.
أحسن الله عزاء أحفادها وصديقاتها وجيرانها، وكل من عرف الفقيدة.
في هذه اللحظة سأسمح لنفسي بأن أتمرد على واقعي لأكشف أساس العمل الخيري في فكر وسلوك الأميرة لؤلؤة بنت عبدالعزيز التي أدمت القلوب وذرفت الدموع وزادت من الشجون والأحزان بفراقها الأليم ووداعها الأخير بيننا.
لقد تعلمنا كثيراً من هذه الأميرة الخيّرة عندما تنفق يمينها ما لا تعلم شمالها فهي تؤكد أن العمل الخيري أساسه بين العبد وربه.
إن أعمال سمو الأميرة لؤلؤة الخيّرة تجاوزت الخيال والتوقعات، فما أكثر مساعداتها الإنسانية وتشغيلها للمحتاجين وإنفاقها على الطفولة البائسة وعلاجاتها للمقعدين ودعمها للعاطلين عن العمل وأعمالها الخيرية للجمعيات والهيئات الخيرية وأعمال البر، فما فتئت سموها في مواجهة ما تقتضيه الظروف ولم تكن - رحمها الله - تألو في كل ما من شأنه دفع مسيرة العمل الخيري.
كل ذلك لا يبعدنا عن الهدف الأسمى في مقالي لتأبين هذه الأميرة الإنسانة المتواضعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومعطيات، إيماناً منها بأن العمل الخيري نوعان: واجب وتطوع.
وبقدر حزن وألم ولوعة من حولها فهم سعداء أن تودع الدنيا في أكرم وأطهر وأقدس شهر ومكان لدى البارئ عز وجل، وهو شهر البركات والخيرات والمكرمات والرحمات، داعين الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وفضله في شهره العظيم المبارك.
وإن كان لي من وقفة عزاء فيشرفني أن أتقدم بخالص التعازي القلبية لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين والأسرة المالكة الكريمة ولأبنائها الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي والأمير محمد بن فيصل بن تركي والأمير خالد بن فيصل بن تركي وإلى بناتها صاحبات السمو الأميرات نوف والجوهرة وعبير، وأقول لهم جميعاً (إن الذي يدفن بعد الموت ويحويه الثرى ليس شيئاً إلى هذه النفس العظيمة التي تواريها نفسك والتي تحيا معك لا تفارقك أبداً، وإذا كان للموت من أثر في هذه النفوس فإنما هو تصفيتها وتخليصها من أعراض الحياة الدنيا وتحويلها إلى صورة مطهرة نقية ليس فيها إلا الخير والبر والمودة والوفاء).
إنني أعرف مسبقاً أن جذوة الفجيعة تعود للتوهج والاشتغال من جديد كلما خطر طيف الغائبة الغالية أو لاحت ذكراها في محاولة شرسة لقهر الغياب.
لكم ولكافة أسرتكم أصدق العزاء وللفقيدة خالص الدعاء.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.