شاء الله أن يأخذ لجواره في هذا الشهر الكريم وفي عشره الأواخر الفضيلة رجلاً من أنبل الرجال وأطهرهم هو المرحوم بإذنه تعالى عبدالرحمن محمد أبانمي أسكنه الله فسيح جناته وعظم الله أجره وأهله ومحبيه وألهمهم الصبر والتحمل.
ورغم لوعة الوداع الأبدي وحقيقة الفراق فإن هذا الرجل سيبقى الغائب الحاضر في وجدان كل محبيه وعارفيه نستلهم من سيرته الوفاء والإيثار والشهامة وصدق المحبة إن استطعنا ذلك فهو قامة شامخة تقصر دونها القامات.
كانت عظمته في بساطته، وكبرياؤه في تواضعه، وغناه في إيثاره وعزة نفسه. ليس القول فيه إطراء ومديحاً لكنه حقيقة يدركها ليس أصدقاؤه فحسب ولكن كل عارفيه يشهد على قولي ذلك الحشد من الخيرين الذين شيعوه في مثواه الأخير بدافع المحبة وصدق العاطفة والشعور باللوعة والأسى لفقد الحبيب الذي طالما منحهم الحب والوفاء.
لن أتمنى يا أبا محمد أن أكون شاعراً لأرثيك بأجمل القصائد فهي لن تفيك حقك فيما تمثله من أخلاقيات ومن صفات النبل والشهامة، ولن تعبر عما في نفوسنا من حب صادق وستبقى في الذاكرى عنوان وفاء وعطاء وستبقى سيرتك يسمعها كل عاشقي المواقف الرجولية.
عزاؤنا فيك أن الله اختارك في أكرم الشهور وأفضل الأيام، وعزاؤنا محبة كل عارفيك وأولاً.. وأخيراً أن هذه إرادة الله ولا راد لقضائه. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك إن شاء الله فسيح جناته، وستبقى مرة أخرى ذكراك وسيرتك العطرة في القلب والعقل والوجدان.
