Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/09/2008 G Issue 13149
الأحد 28 رمضان 1429   العدد  13149
كان يوماً !!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور

أحياناً كثيرة لا نعلن حبنا وولاءنا وثناءنا.. لمن نحب إلا بعد موتهم!! لا أعلم لِمَ لا نكافئ عطاءاته لنا في حياته ونعطيه نشوة الفرح.. ليزهو ويهنأ في حياته!! لا زلت أبحث عن إجابة بعد فجيعتي في جدي إبراهيم عبدالله المنقور - رحمه الله - فما كان إلا دمعات من بحر.. أبت إلا النور.. كرد جميل بنسبة 1%.

(1) الدمعة الأولى بعد الألف

كان يوماً كئيباً صباحه.. أغبر ظهره مكتظ بغصات الوداع!! كان يوماً حزيناً.. حد الثمالة.. باكياً.. حد الإيمان بالقضاء والقدر.. كان يوماً.. بكى فيه الرجال قبل النساء وأدرك الأطفال.. ماهية الموت والغياب! لفظ أنفاسه الأخيرة صباحاً.. بعد فجر أضاء ملامحه.. لتنصب مراسيم العزاء مساء!!

(2) الدمعة الثانية بعد الألف

عاش اليُتم وحيداً.. وأعرضت الحياة عنه مراراً.. لتفتح له أبوابها من جديد.. في صراع مرير من الكفاح في أن يكون أو لا يكون.. فكان له أن يكون مع عضداء ستة.. ورغم ذلك.. وبعد فجر الأربعاء.. مات وحيداً!! لتظلم الفيجعة دُنا من سكنوه وسكنهم!!

(3) الدمعة الثالثة بعد الألف

كان بالأمس هنا.. كان بين يديه طفلي الصغير.. كان يراهن عليه.. وطفلي الآخر يشاكسه.. ويدخل معه في صولات وجولات.. وقبلها كنت أهرول إليه كثيراً.. كنت طفلة أتسلل بين الردهات.. كي لا أعكر قيلولته.. ومع ذلك لا أنجو من العقاب!! منذ ذاك الوقت.. وحتى الأمس القريب.. وحتى الآن.. لم يغب عني صوته.. حين يناديني ب أمي!!

(4) الدمعة الرابعة بعد الألف

كان يوماً أدركت فيه معنى الفقد.. الغياب.. أدركت معنى الاحتياج!! أدركت الآن.. كيف أن للموت صخباً هادئاً.. وألماً موجعاً مريحاً!! أدركت.. معنى الحزن الأعمق!! ولثم الجرح.. بالصبر!!

(5) الدمعة الخامسة بعد الألف

الآن.. يمر أمامي لحظات حياته يُتم كفاح استقلال ثم نجاح !! أدركت بعدها مصدر ذاك الحب العظيم في قلبه والذي لا أزال أشعر به!! لا أزال أحتاجه فأجده في كل ركن حولي في كل الأمكنة.. والأزمنة.. التي صافحت ملامحه!! أجده في اسمي.. كيف.. وهو من وهبني التهاني.. لأجده في كل حرف منه!! فعلاً.. كان غيمة حبلى بالمطر.. تغدق الكثير من كرمها الحاتمي على كل يباس..! كان ولا يزال.. وسيظل بملامح من هم من صلبه.. غيمات أخرى.. تروي كل يباس!!

(6) الدمعة السادسة بعد الألف

عمي صالح.. اخبرني وأنت الأقدر.. على إجابتي لا أعلم.. لما إلى الآن أرقب الأبواب.. أشعر به سيدخل عليّ.. بين برهة وأخرى!! أسمع خطواته.. تعطيني الإحساس بقدومه!! أسمعه يناديني في نومي.. ب(أمي تهاني..) فأقوم له سريعة.. لأكتشف أني في منام!! عمي.. لما فشلت كل محاولاتي.. لإقناع ذاتي بالغياب.. رغم الإيمان بالقضاء والقدر!! مؤمنة أنا. لكني مجهدة بالغياب!

(7) الدمعة السابعة بعد الألف

إلى الطفلة (دلال) ستدركين يوماً أنه كان رمزاً شامخاً.. ولا زال.. ستعيشين اليُتم.. لكن بعز وشموخ!

(8) الدمعة الثامنة بعد الألف

دمعة تحرق وجنتي.. كل فجر.. لأرفع يدي.. تطلب من الرحمن أن يسكنك الجنان..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد