Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/09/2008 G Issue 13149
الأحد 28 رمضان 1429   العدد  13149
رحم الله عبدالله بن علي الخضير رحمة واسعة
عبدالمحسن محمد المحيسن

كتب الله على خلقه أجمعين الفناء والهلاك، والموت واقع لا محالة، وكل نفس كتب الله عليها أن تذوق الموت، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، والبقاء لله سبحانه وتعالى دون سواه {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، سبحان المتفرد بالبقاء والحياة، فالله حي لا يموت والناس يموتون والشجر والدواب وكل من مشى فوق البسيطة، والمؤمن مبتلى بالنقص في الأموال والأولاد والثمرات من أجل أن يختبره الله في الصبر على أقدار الله خيرها وشرها، فهؤلاء هم الصابرون والمحتسبون والمهتدون.. قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، والله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه، فالمبتلى مأجور عند الله لأنه صبر واحتسب، وإن ما أصابه هو مقدر وهو من عند الله، فإلى الله ترجع الأمور، وإليه المآل والمنتهى.

ففي مساء يوم الأربعاء الموافق 17-9-1429هـ فقدت عائلة الخضير بالرياض والقصيم وجميع من يتعلق بهذه العائلة الكريمة من أرحام وأصهار وأقارب عزيزاً غالياً على قلوبهم، كانت له بصمات واضحة في البذل والعطاء مع القريب والبعيد، وله مساهمات في وجوه الخير متعددة نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون خالصة لوجهه وأن تثقل حسناته يوم العرض على رب العالمين. إنه الفقيد عبد الله بن علي الخضير رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة. والكلام عن هذا الفقيد يطول ويطول، فكم كان محباً للناس الخير، لا أنسى وقفاته مع والدي فكان دائماً يسأل عن حصة الوالد ويزوره باستمرار ويقدم جميع الخدمات التي يحتاجها محتسباً الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى.

رحمك الله يا أبا علي وأنار قبرك بالضياء والفسحة والسرور، فلله ما أخذ وما أعطى و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، فعزاؤنا لوالدته الغالية العمة هياء ولزوجته الصابرة المحتسبة ولأبنائه وبناته وأحفاده وإخوانه وجميع أقربائه وأصدقائه.

سائلاً الله تبارك وتعالى أن يكون ما أصابه من مرض تكفيراً لذنوبه وخطاياه، وأن ينزل العزاء والسلوان على أهله وذريته وذويه، إنه سميع مجيب، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واجعلهم في روضات الجنات يحبرون، واجعل آخر كلامنا في هذه الحياة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وغفر الله لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وثقل موازيننا بالحسنات وكفّر عنا الخطايا والسيئات، وأجبر مصابنا الجلل في فقيدنا العزيز رحمه الله وثبته بالقول الثابت.

رياض الخبراء



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد