«الجزيرة» - عبدالكريم الشمالي
احتفالات العيد في مدينة الرياض التي قد بدأت قبل ستة عشر عاماً، لم تكن تتجاوز في معظمها سوى بعض الألعاب النارية، وقليل من الألعاب الموجهة للأطفال، إلى جانب العروض الشعبية، لم تعد كذلك هذه الأيام. دليل برامج احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك، الذي وزع أخيراً (مع عدد الجزيرة نهاية الأسبوع الماضي)، شمل العديد من البرامج الموجهة للشباب، أملاً في إضفاء طابع الإثارة وإمتاع شريحة الشباب التي تمثل إحدى أكبر الشرائح في المجتمع السعودي.
السؤال الذي يتجدد كل عام خلال فعاليات العيد وغيرها من الفعاليات التي تقيمها الجهات الحكومية والخاصة، أين محل الشباب في قائمة الفعاليات؟ أم أن القائمة تقتصر على العائلات والأطفال فيما يُستقبل الشباب باللوحة التقليدية ذات السمعة السيئة (للعوائل فقط) هل البرامج التي اعتمدتها أمانة الرياض كافية للشباب؟ أم أن الشباب بحاجة إلى مزيد من البرامج التي تضفي شيئاً من المتعة والإثارة على احتفالات العيد؟
يؤكد سعود الحربي (22 عاماً) أن احتفالات العيد في السنوات الأخيرة شهدت تطوراً في البرامج الموجهة للشباب وزيادة في عددها، لكنه لا ينفي أن البرامج مازالت بحاجة إلى المزيد من التطوير. وعلى الرغم من قناعته أن البرامج كافية وممتعة يرى ياسر المحيميد (24 عاماً) أن ما ينقص الشباب ليس عدد البرامج، لكن ما ينقص الشباب هو نظرة الاحترام التي يفتقدونها كثيراً خصوصاً في أيام العيد. ويقول: (لا ألوم الناس على ذلك، فممارسات بعض الشباب الخاطئة في أيام العيد تعطي صورة سلبية عنهم، لكن يجب على المنظمين أيضاً أن يفرقوا بين الشباب، فهم ليسوا متشابهين في الأخلاق) مشيراً إلى أنه قد لا يحضر إلى بعض الفعاليات حتى لا يقابل بالنظرة السلبية.
بنظرة متفائلة تحدث مسفر القحطاني أنه ينتظر بعض الفعاليات التي تقيمها أمانة الرياض خلال العيد، مشيراً إلى أنه يعتبر الفعاليات التي تقام في استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، أكثر الفعاليات متعة، متطلعاً إلى أن تكون مدة الفعاليات أطول من الوقت الحالي.
من جانبه أكد مدير عام إدارة المستشارين وعضو اللجنة التنفيذية لاحتفالات العيد المهندس علي الرميحي أن احتفالات العيد لهذا العام أخذت في اعتبارها جمهور الشباب، مؤكداً أن الأمانة ستقيم هذا العام أكثر من 25 فعالية موجهة للشباب، حرصت الأمانة على إقامتها في أماكن التجمعات الشبابية، مشيراً إلى إقامة أكثر من 12 فعالية في استاد الأمير فيصل بن فهد على مدى ثلاثة أيام، تبدأ من الساعة 7:45 مساءً وحتى الساعة التاسعة والنصف مساءً، تشمل فعاليات الطيران الحر والترامبلين الجداري، وعروض السيارات والدراجات النارية، إلى جانب العديد من الفعاليات الشابية الأخرى، وتقام في ميدان سباق الفروسية القديم بطولة عدد من السيارات المعدلة لتتنافس على بطولة الأمانة لقطع المسافة المحددة للسباق بأقصر مدة. إلى جانب ذلك وفي نفس المضمار تجرى عروض طيران التحكم عن بعد التي تعتبر من الرياضيات التي شهدت إقبالاً جماهيراً ومشاركة واسعة تجاوزت 54 مشاركاً خلال العام الماضي، ويستعرض المتنافسون خلال هذه المسابقة مهاراتهم في الإقلاع والهبوط الذي يشبه إلى حد كبير عروض الطيران الحقيقة، إلى جانب استعراض أشكال ومهارات تصميم طائراتهم ذات التحكم عن بعد، موضحاً أن ساحات العروض حي السويدي وساحة العروض في الدائري الشرقي، ستكون إحدى الأماكن الرائعة التي سيقضي فيها الشباب وقتاً ممتعاً خلال أيام العيد، وذلك لإقامة عدة فعاليات متنوعة في تلك الساحات. وفي سياق حديثه عن أبرز الفعاليات أوضح الرميحي إلى أن الأمانة هذا العام تقيم للعام الرابع على التوالي، بطولة الألعاب الالكترونية الرابعة لهذا العام، في خيمة الأمانة في طريق صلاح الدين في حي الملز، على لعبة (ويننق ايليفن) مشيراً إلى أن اللعبة مقسمة على الفئات العمرية، الأولى للأطفال من عشرة أعوام إلى خمسة عشر عاماً، والأخرى لفئة الشباب من سن 16 إلى عشرين عاماً.
وأوضح الرميحي في تصريح صحفي إلى أن الأمانة ستدشن هذا العام إحدى أهم وأحدث الألعاب الرياضية التي باتت تلقى شهرة عالمية مؤخراً، وقال إن الأمانة ستقيم هذا العام منافسات في لعبة (البوسابول) في الصالة المغلقة في استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، مشيراً إلى أن هذه اللعبة تشبه إلى حد كبير لعبة كرة الطائرة، غير أنها تتميز عنها باستعراضات رياضية مختلفة، ويحتاج اللاعب فيها إلى لياقة عالية، نظراً لتعدد الحركات والقفزات فيها. وفي سياق حديثه عن الفعاليات الشبابية أشار الرميح إلى أن لعبة الحصن الشهيرة، التي تتضمن ألعاباً مائية وأخرى حركية، وتعتمد على نظام الفرق والتنافس بين المجموعات، ستقام هذا العام أيضاً في الساحة البلدية في حي الشفاء (بدر).
وأشاد الرميحي بالإقبال الجماهيري التي حظيت به تلك الفعاليات الشبابية خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن الحضور الجماهيري الكثيف أعطى دفعة معنوية للعاملين في احتفالات العيد، ولمحاولة التجديد والابتكار عاماً بعد آخر. وختم الرميحي تصريحه بدعوة الشباب إلى الاستمتاع بأجواء العيد، عن طريق الحضور والمشاركة في الألعاب التي تقام بمناسبة عيد الفطر المبارك.