اكسفورد - ميامي - الوكالات
تجابه المرشحان إلى البيت الأبيض باراك أوباما وجون ماكين في أول مناظرة تلفزيونية بينهما الجمعة، بحدة أحيانا، حول الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والمسائل المتعلقة بالأمن القومي من دون ان يحسم أي منهما الوضع لصالحه. وقد تصافح الرجلان عند صعودهما إلى المنصة في جامعة ميسيسيبي.
وقد استغل أوباما في بداية المناظرة فرصة سؤال حول أزمة النظام المالي للربط بين منافسه الجمهوري وحصيلة أداء الرئيس بوش الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة. وقال سناتور ايلينوي: يجب القول ان هذه الأزمة هي الحكم الأخير على ثماني سنوات من سياسات اقتصادية فاشلة انتهجها بوش ودعمها ماكين. وفي وقت لاحق ذكر ان ماكين صوت في مجلس الشيوخ (في 90% من الحالات) تأييدا لمشروعات بوش. ورد ماكين ان (السناتور أوباما يحمل الرقم القياسي في عمليات التصويت الأكثر ميلا إلى اليسار) في محاولة منه لإظهار خصمه على انه معزول على الساحة السياسية. وقال ماكين: (أنا أعارض بوش في مسائل الإنفاق والتغير المناخي وتعذيب المعتقلين وغوانتانامو والطريقة التي أديرت فيها حرب العراق.. لدي سجل طويل والأمريكيون يعرفونه جيدا. لكن الخلافات الأكبر بين المرشحين ظهرت عند التطرق إلى القضايا الدولية. واتهم ماكين خصمه ب(التصويت على أمر لا يصدق هو قطع الأموال عن جنودنا في العراق وأفغانستان). وقال ماكين: (إننا نكسب الحرب في العراق). ورد أوباما معترفا (السناتور ماكين على حق تماما لقد تراجع العنف في العراق) قائلا ان الفضل في ذلك يعود إلى (الأداء الرائع) للجنود الأمريكيين. لكن أضاف (يا جون تبدو وكأنك تدعي ان الحرب بدأت العام 2007 فقط.. وأنت مخطئ هنا. الحرب في العراق غير مبررة). فرد عليه ماكين وهو أسير حرب سابق (لدي الانطباع ان السناتور أوباما لا يدرك الفرق بين التكتيك والاستراتيجية).
وشكل موضوعا إيران وروسيا نقطتي الخلاف الرئيستين.
ودعا أوباما إلى (دبلوماسية حازمة ومباشرة) مع إيران.
وأوضح انه يتفق مع ماكين على ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تسمح بامتلاك إيران أسلحة نووية ودعا إلى عقوبات أقسى في حق طهران. لكنه أكد كذلك انه يحتفظ بحق (في حال انتخب رئيسا) لقاء أشخاص يختارهم في الوقت والمكان اللذين يختارهما. وأضاف (إذا اعتبرت ان هذا يسهم في أمن الولايات المتحدة). وسخر ماكين من (سذاجة) أوباما مؤكداً ان إعلان الاستعداد للقاء رئيس دولة مثل إيران يعني إضفاء شرعية على تصريحات قائد هذا البلد. واتهم المرشح الجمهوري، أوباما بأن ردة فعله الأولى على التدخل الروسي في جورجيا الشهر الماضي كانت خجولة. في المقابل اعتبر المرشح الديموقراطي ان بروز روسيا (عدائية) يشكل تهديدا للسلام. وفي نهاية المناظرة وكما كان متوقعا اعتبر كل من المعسكر الجمهوري والديموقراطي ان مرشحه هو الذي خرج منتصرا. واعتبرت الصحف الأمريكية السبت ان المناظرة التلفزيونية كانت جيدة بشكل عام لكن أيا منهما لم يحقق تفوقا على الآخر. في غضون ذلك أفاد استطلاع نشرت نتائجه الجمعة، ان أوباما حقق تقدما كبيراً على منافسه ماكين بين الناخبين المتحدرين من أصول أمريكية لاتينية في سبع ولايات أساسية. فقد حصل أوباما على 63% من نيات التصويت بين هؤلاء الناخبين في مقابل 26% لماكين، كما أوضح الاستطلاع الذي أعدته مؤسسة نيولينك ريسرش من 11 إلى 18 أيلول - سبتمبر في هذه الولايات.