Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/09/2008 G Issue 13149
الأحد 28 رمضان 1429   العدد  13149
أضواء
سرطان الاستيطان مدعوم بالصمت..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

التحرك العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بوصفها رئيس المجلس الوزاري العربي، ومن خلال تقديم مشروع إنهاء الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، يتيح لأمريكا أولاً وللجنة الرباعية المهتمة بتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية، ولمجلس الأمن والأمم المتحدة، وللأسرة الدولية.. يتيح هذا التحرك لكل هذه الجهات أن تعالج أخطاءها السابقة بسبب كيلها بمكيالين في معالجة قضايا الشرق الأوسط.

أمام أمريكا فرصة لتأكيد دورها كوسيط نزيه، فالتحرك العربي الذي تقوده المملكة ويقوم الأمير سعود الفيصل بجهد وافر لعرض الموقف العربي الذي يطالب بإنهاء الاستيطان الإسرائيلي الذي دمر وسيدمر كل فرص تحقيق السلام في فلسطين ويعرقل تنفيذ مقترحات التسوية، لأن الاستيطان يلتهم الوطن الفلسطيني ويجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن الكتل الاستيطانية تفصل بين التجمعات الفلسطينية وتحوّل الوطن الفلسطيني إلى (كونتنات) معزولة عن بعضها البعض ومحاصرة بالبؤر الاستيطانية.

ولهذا إذا كانت أمريكا تريد (فعلاً) تحقيق مقترح رئيسها جورج بوش في إقامة دولتين: فلسطينية وإسرائيلية، وأن تنفذ توصيات وقرارات مؤتمر (أنابولس) التي شددت على أهمية وقف وإنهاء الاستيطان الإسرائيلي.

وبما أن الإدارة الأمريكية التي لن تبقى سوى ثلاثة أشهر، تردد في تصريحات رئيسها من أنها تريد أن ترى دولة فلسطين قبل خروج رئيسها من البيت الأبيض، فإن المنطق أن تساند هذه الإدارة كل ما من شأنه تحقيق هذه الأمنية، إلا أن الأماني والأقوال شيء وأفعال الأمريكان شيء آخر.. فالسيدة كوندوليزا وفي اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد يوم الجمعة لم تتحدث (وزيرة خارطة الطريق)، وممثلة الوسيط النزيه عن وقف الاستيطان الذي يعرقل إقامة الدولة الفلسطينية، وبدلاً من ذلك دعت العرب إلى الاعتراف بحقيقة إسرائيل...!!.

التعامي عن الحق، والحديث عن شيء آخر، أصاب كل من حضر الاجتماع بالذهول والدهشة، فالأمريكيون يعرفون أن الاستيطان يدمر كل فرص السلام في المنطقة وأن المعلومات والأرقام الصادر من داخل إسرائيل تؤكد أن هذا الداء السرطاني قد تضاعف هذا العام 2008م عن عام 2007م إذ تؤكد حركة (السلام الآن) الإسرائيلية أفادت في تقرير نشرته في آب - أغسطس، بأن بناء المنازل في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية تضاعف منذ مطلع عام 2008م مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2007م، كما أن المعلومات الرسمية الإسرائيلية نفسها تؤكد هذا النشاط المسعور، إذ أعلنت حكومة تل أبيب في آب - أغسطس بناء 400 مسكن في حي استيطاني في القدس الشرقية، وطرحت استدراج عروض لبناء 416 منزلاً آخر في مستوطنتين أخريين.

وقد دعت اللجنة الرباعية (أمريكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والأمم المتحدة في 24 حزيران - يونيو إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وتفكيك المستوطنات التي أنشئت منذ آذار - مارس 2001م.

وكان الشرق الأوسط أحد المواضيع المهيمنة في الأمم المتحدة أمس الأول الجمعة من خلال هذا النقاش واجتماع اللجنة الرباعية وعقد الاجتماع غداة نشر منظمات غير حكومية دولية تقريراً اتهمت فيه اللجنة الرباعية بالفشل. وجاء في تقرير أعدته حوالي عشرين منظمة بينها (كير) و(أوكسفام انترناشونال) أن اللجنة الرباعية لا تنجح لا في تحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية ولا آفاق التوصل إلى السلام.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد