Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/09/2008 G Issue 13149
الأحد 28 رمضان 1429   العدد  13149
الهم الفلسطيني والبحث عن المصالحة!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

اتفق وزراء الخارجية العرب قبل أيام على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الفصائل الفلسطينية التي تعرقل نجاح الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، والتي تهدد بتدمير القضية برمتها. وهو ما أكده - وزير الخارجية - الأمير سعود الفيصل، حين قال:

إن الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، وإن الفلسطينيين يتحملون المسؤولية، والاقتتال أضر بقضيتهم، ولا يجوز ولم نعهد في أي فصل من فصول التاريخ أن جبهة تحرير يكون لها ثلاثة أو أربعة جيوش، ويكون لها نهج سياسي مختلف بين فصيل وآخر، وأن تتصارع فيما بينها والعدو يقاتلها.

مؤسف ومؤلم ما يجري في الأراضي الفلسطينية حيث الانقسام الحاصل في الصف الفلسطيني تجاوز معه كل الخطوط الحمراء، فانفجرت الأوضاع نحو حرب مفتوحة في صفوف الطرفين (حماس وفتح)، واعتقالات متبادلة، واتهامات عبر وسائل الإعلام مما ينذر بمخاطر كبيرة، وحرب أهلية لا تبقي ولا تذر جعلت مراسلة تلفزيون ال( بي بي سي) تصف تطورات الأحداث الأخيرة - المحزنة والمقلقة - في الأراضي الفلسطينية بقولها: (رصاصات حماس هددت بإطلاقها هذه المرة على فلسطينيين وليس على إسرائيل كالمعتاد). بل إن منظمة (هيومن رايتس ووتش) وصفت في تقريرها قبل أيام التجاوزات الخطيرة التي قامت بها قوات الأمن التابعة لحركتي (حماس وفتح) خلال حملة الاعتقالات المتبادلة بين الطرفين بالتعسفية.

الصراع الداخلي الفلسطيني ينبه إلى حقيقة غاية في الأهمية سيكون لها تأثيراتها في المرحلة المقبلة. هذه الحقيقة هي: أن الحقبة التاريخية للنضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، وفتح الطريق أمام أول حكومة وحدة وطنية حقيقية، وإعادة بناء المجتمع بعد الدمار الذي جلبه الاحتلال الإسرائيلي، واستئناف حملة من أجل الحقوق الوطنية الذي كنا ننتظره بعد اتفاق مكة بين حركتي (حماس وفتح) بدأت تتلاشى وتضعف.

وإذا بقيت هذه التطورات العبثية، وعمليات الاعتقالات والمداهمات والقتل إضافة إلى التراشق الإعلامي المهين فإن القضية الفلسطينية برمتها ستكون في خطر، وهو ما يتمناه أعداء هذه القضية من أجل تفتيت الكيان الفلسطيني وفقاً لخطة الشرق الأوسط الجديد. فقد ذكرت صحيفة (هآرتس) الصهيونية: أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى الشرق الأوسط (إلفيرو دي سوتو) كشف عن وثيقة سرية دفعت الإدارة الأمريكية منذ الانتخابات وحتى التوقيع على اتفاق مكة إلى مواجهة بين (فتح وحماس).

الأحداث الحالية تجعلنا ندرك ونؤكد أن أولوية القضية الفلسطينية في هذه المرحلة المهمة هي: تغليب مصلحة هذا الشعب فوق كل اعتبار من خلال تحصين الجبهة الداخلية، ووحدة الصف والكلمة، والتوجه نحو الحوار لإنهاء الأزمة لأن في التوصل إلى حل داخلي مصلحة وطنية للجميع، وليس لطرف دون آخر. وسيقطع الطريق إلى حرب أهلية، ويسد كل مشروع يريد استثمار حالة الاحتقان والفوضى السياسية والأمنية التي تعيشها القضية الفلسطينية هذه الأيام.



drsasq@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد