في نهاية السبعينيات الميلادية مررت بموقف طريف وذلك في أثناء دراستي العالية في الولايات المتحدة الأمريكية. كنت ضمن مجموعة من الطلاب المسلمين الذين يدرسون مقررا جامعيا مع طلاب آخرين، وكنا حديثي عهد بالثقافة الأمريكية. وصادف أن كان موعد صلاة العصر يحين في منتصف محاضرة ذلك المقرر. لذا فقد قررنا مسبقا أن نغادر المحاضرة لحظة دخول الوقت لنؤدي صلاة العصر. وعندما اقترب موعد صلاة العصر كنا نختلس النظر إلى بعضنا في انتظار إشارة مغادرة القاعة تأتي من أمامنا، وعندما أعطى الإمام إشارته انطلقنا دفعة واحدة خارجين من المحاضرة، ولقد سمعت الدكتور المحاضر وأنا أغادر القاعة يقول بدهشة مخاطبا بقية الطلاب: هل قلت شيئا خاطئا بحق أحد. تذكرت هذه الحادثة الطريفة وأنا أقرأ قبل أيام عن جدل حول شكوى تقدمت بها عائلات صومالية إلى المدرسة المتوسطة التي يدرس بها أبناؤهم (في ولاية منيسوتا بأمريكا)، طالب أولياء أمور الطلاب المدرسة بالسماح لأبنائهم بالخروج من الصف لتأدية الصلاة، بل إنهم منعوا أبناءهم من الدراسة احتجاجا على قرار المدرسة، لكن مسؤولي المدرسة أبلغوهم بأن بإمكان أبنائهم أن يؤدوا الصلاة وقت الغداء أو بين الحصص.