عبرت حضارة المسلمين إلى أوروبا من خلال بلاد الشام والأندلس أثناء الحروب الصليبية، وكان للتجار المسلمين دور فاعل في التأثير على الحضارة الأوروبية، ويمكننا تلمس هذا التأثير من الكلمات الإنجليزية ذات الأصل العربي مثل كلمة Sugar (سكر)، Coffee (قهوة) وAlgebra (الجبر) وAlcohol (الكحول) وCarat (قيراط) وMagazine (مخزن)، وغيرها كثير، وكان من بين العلماء المسلمين الذين كان لهم ولع شديد بالعلم، أثر واضح في الحضارة الغربية مثل ابن رشد والغزالي، وعالم الرياضيات الخوارزمي الذي نقل الأرقام العربية إلى أوروبا كالصفر والأرقام العشرية، ولقد أسهم العرب الأوائل في وضع أسس كثير من الاختراعات مثل رقاص الساعة الذي اخترعه ابن يونس الصدفي المصري. وكان أول من وضع كرة أرضية ورسم عليها أنحاء الأرض بحسابات دقيقة هو الشريف الإدريسي المغربي، وابن فرناس كان ضالعا في علم الفلك.

لكن العرب فيما بعد توقفوا عن مسيرة أجدادهم، واقتصر نشاطهم على دراسة العلوم النظرية داخل مختبرات المدارس والجامعات، ولم يكن لهم إسهامات تذكر فيما عدا بعض الصناعات التقليدية البسيطة، وأصبحوا أمة ذات نمط استهلاكي لا يملكون أية استراتيجية صناعية متقدمة كما هو الحال بالنسبة للدول الصناعية الكبرى.