كلمات تسجل بمداد من ذهب، سمعتها أذناي، ووعاها قلبي، تكلم بها سماحة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- ذات ليلة باردة، وكنا قد انتهينا للتو من تسجيل بعض حلقات برنامج (نور على الدرب) أخذنا قسطاً من الراحة، وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث، وهنا قال سماحة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله: (يا أبا خالد، بعض أسئلة المستمعين فيها عمق وأهمية، خصوصاً تلك الأسئلة التي تتعلق بالعقيدة، وبعظمة هذا الدين الخالد، ونحمد الله ونشكره ونثني عليه أن ولاة أمرنا في هذا البلد المبارك -جزاهم الله خيراً- لا يتركون مناسبة تمرُّ، أو مشروعاً يفتتح، أو نحو ذلك، إلا ويذكرون الإسلام في كلماتهم، ويحثون الناس على التمسك بالعقيدة، فجزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء). انتهى حديث الشيخ- رحمة الله عليه.
وأنا أقول: إن بلادنا المباركة، وبما لها من مكانة في نفوس جميع المسلمين، وهي تعيش في هذا الأمن والأمان والاطمئنان، والذي مرده -بحمد الله وفضله- إلى تمسكنا بعقيدتنا، وسماحة إسلامنا في جميع الأمور، وكون الإسلام هو المنطلق لنا في جميع قضايانا، فنحمد الله على ذلك، ونشكره كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، فهو ولي النعم ومسديها، ولم يبق لنا إلا أن ندعو الله تعالى لولاة أمورنا أن يوفقهم الله، ويسدِّد على الحق خطاهم، وأن يجعلهم حماة لأمة الإسلام وعقيدتها في كل المحافل، وفي جميع الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه.