Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/09/2008 G Issue 13148
السبت 27 رمضان 1429   العدد  13148
نهارات أخرى
كل عام وأنت سعودي
فاطمة العتيبي

بوقار الصائمين احتفلت الخريطة السعودية بيوم وطنها.. تلونت السيارات بلون الشجر والأعشاب المرتوية بحب الوطن.. توشحت النسوة بالعلم.. وزينت معاصمهن أساور من ذهب الوطن الأخضر.. تحزم الشباب برايات خضراء.. شدوها على أعناقهم تقديراً وتبجيلاً..

** في ذلك المساء الجميل.. آن لي أن اتخذ مقعداً أتأمل الفرح يزدهي في الدنيا من حولي.. الأطفال، الفتيات، الشباب، النساء والرجال كل على طريقته يعبر.. كنت قد عبرت عن حبي لوطني على طريقتي وأهديت للوطن في يوم تاريخه المجيد كتاب (وطن ينبت في العينين) فقد جمعت حبر السنوات الذي اهتميت به على تلك الخريطة التي تشاطرني النبض والأنفاس.. تلك الخريطة التي ظللت أغني لها لغتي المكتوبة بينما تضج المنابر من حولي باللعن والتكفير لكل من تحدث عن الوطن وفرق الأمة الواحدة.

** كنت ماضية في ولعي.. أسكب الكلمات.. ولا أسأل أحداً.. رضواناً..

** اليوم.. وفي الساعات القليلة التي تفصل بين صلاتي التراويح والقيام، مشطت شعر ابنتي الطويل.. وألبستها ثوباً أخضر يسر الناظرين.. وزدت عليها بالهامة.. فتداخلت سلاسل الذهب بشلالات ليل شعرها الطويل.. ولون الفرح يهب عينيها سحراً أخاذاً.. دفعت بها.. تحمل علماً أخضر.. تعبر أمامي.. وتلتف حولي.. يميناً ثم يساراً..

البريق الذي يغمرها من عينيّ.. كاف لإضاءة هذا (المول) الكبير.. هذه السعادة التي تتملكني الآن تكفي لإطلاق ألف حمامة في سماوات هذا (المول) الكبير.

* أستعيد شيئاً فشيئاً.. نقاوة الحب وعذوبة الشجن وأبنائي ببشوتهم المقصبة بذهب الوطن يسيرون أمامي.. هي لحظة اختزلت كل ما تحلم به أم تجاه فرح أطفالها في ليلة وطنهم الجميلة.. والدنيا من حولهم تتحول إلى حلبة يتبارى فيها الناس (مين يحب الوطن أكثر).. يتبادلون كل لغات الفرح عبر كلماتهم وألوانهم وتعبيراتهم الجسدية الراقصة.. في لحظة تشبه الحلم حين يضيء فجأة ويلتمع ويعتمر الواقع.. كانت العيون تتبادل عبارة واحدة.. تهديها لمن تعرف ومن لا تعرف.. كل العيون في كل اتجاهات الخريطة كانت تقول تلك الليلة كل عام وأنت سعودي.



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد