الوطن إيقاع جماعي على أوتار الحب والوفاء لا ينقطع، وهو معزوفة بديعة من التألق والمودة والانطلاق نحو الأفضل والأجمل والأكمل لا تمل الآذان سماع ألحانها البديعة المتناسقة.
الوطن حبٌّ وإخاء، وإخلاص ووفاء، تاريخ مجيد، وحاضر متألق جديد، لغة عربية فصيحة لا يجد فيها السامع عوجا في القول ولا أمتا.
الوطن، أرض ممتدة من شمال القلب إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه كامتداد الضوء الذي لا يخبو بريقه، وامتداد الجذع الذي لا تظمأ عروقه، وامتداد الحلم الجميل الذي لا تميل طريقه.
الوطن طفولة ضاحكة، وشباب منطلق معطاء، وكهولة لا تعرف إلا الشموخ والإباء.
فإذا كان الوطن هو (المملكة العربية السعودية) التي تحتضن بلاد الحرمين الشريفين، ويسعد أهلها بأنفاس عراقة التاريخ الإسلامي المجيد صباح مساء، وتمتلئ قلوبهم سعادة بقربها من مراتع صبا الحبيب عليه الصلاة والسلام في ديار بني سعد وبطحاء مكة، ومن ينابيع الوحي السماوي التي تدفقت أنهار ضيائها في غار حراء، ومن مدارج سيره على قدميه الشريفتين بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ومن آثار خطواته صلى الله عليه وسلم مهاجرا ومجاهدا وفاتحا لمكة المكرمة بعد رحلة مشرقة بالإيمان والدعوة والجهاد.
أقول: إذا كان هذا الوطن فحسبك به من حب كبير يسكن الشغاف ويملأ مسارب النفس بالصفاء والنقاء.
هنا لا يتجاوز (اليوم الوطني) حدوده المعقولة، ولا يخرج عن إطاره الصحيح، فهو لوحة تعلق في جدار كل عام، لتذكرنا بنعمة الله علينا بجمع الشمل والوئام، بعد زمن من التناحر والخصام، وبانتشار روح الوحدة القائمة على الأخوة الإسلامية، والتعاليم الشرعية، بعد سنوات عجاف مرت بها بلادنا من الصراعات القبلية، والنعرات الجاهلية.
هذه هي لوحة اليوم الوطني تزينها صورة الراية الخضراء التي تحمل أجمل وأكمل وأعظم عبارة على وجه الأرض (لا إله إلا الله محمد رسول الله). هذه الراية التي رفرفت بعد جهود كبيرة بذلها (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) رحمه الله، في جمع الأشتات، وتقارب المتباعدات، وتآلف المتناحرات.
هذه هي لوحة اليوم الوطني، فما بال بعض المغرمين بالتشويش يحاولون أن يعكروا علينا صفاءها، ويخدشوا جمالها كل عام؟ بتهم التفريق والتمزيق، مع أنها هي وسائل التجميع والتأليف، وركائز اللحمة الوطنية والتوحيد، ما بالهم يحولون أقلامهم إلى معاول تحاول - يائسة - أن تنال من حائط الشرف والعزة الذي يحمي صرحنا الكبير، وما قام هذا الصرح إلا على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!
ما بال بعض الشباب يحولون شوارعنا ومراكزنا التجارية إلى لوحات مزعجة من الصخب والضجيج، وتجاوز الحد إلى إيذاء الناس، والإساءة إليهم؟
ومن العجب أنك ترى رجالا ونساء كبارا يشاركون في تشويه جمال لوحة (اليوم الوطني) صخبا وشغبا بحجة الاحتفال، ولولا الجهود المشكورة من رجال الأمن وهيئة الأمر بالمعروف في بعض الشوارع والتجمعات التجارية لتحولت هذه اللوحة الجميلة إلى لوحة حزينة باكية.
لكأني بشهر رمضان المبارك، وعشره الأواخر المباركات ينظرون إلى من يشوهون الصورة نظرة حرقة وألم، ولسان الحال يقول: ما أعظم نعمة العقل!.
إشارة:
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء، وثبتنا على الحق يا رب العالمين.
www.AWFAZ.com