الجزيرة - أحمد القرني:
حذَّر استشاري أمراض الباطنية والمفاصل في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عمر أحمد فتح الدين من (خطورة التشخيص الخاطئ لمرض الروماتويد في المملكة، الأمر الذي يترتب عليه مضاعفات كبيرة قد تصل إلى شلل المريض وعدم قدرته على الحركة). وقال في تصريح صحافي: (التشخيص الخاطئ لمرض الروماتويد يؤدي إلى تشوه المفاصل، الأمر الذي يحتم التدخل الجراحي، والكثير من الحالات المرضية تكون ضحية لهذا التشخيص، مشدداً على أهمية الكشف المبكر، حيث تكون نسبة التشوهات والإعاقة ضئيلة جداً، إذا تم تشخيص المرض بصورة صحيحة وفي وقت مبكر).
وأشار الدكتور فتح الدين (إلى أن بعض الحالات التي تصلنا في مرحلة متأخرة من المرض، نجد أنها شخصت بطريقة خاطئة في البداية وحصلت على أدوية غير فعالة لعلاج المرض تسببت أيضاً في مضاعفات المرض، كما هو الحال مع إشراقة، والتي شخصت وعولجت بطريقة خاطئة مما أدى إلى تكلس مفصلي الرسغ ومرافق اليدين والكتفين والركبتين والحوضين حتى أصبحت عاجزة عن الحركة لفترة طويلة وصلت إلى 25 عاماً منذ بدء معاناتها من المرض).
وأشارت المريضة إشراقة عبد الرحمن إلى أن عدم تمكنها من فهم مشكلتها الصحية بالصورة الصحيحة منذ البداية، وعدم الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر، عوامل ساعدت على تطور المرض لديها الأمر الذي أوصلها لوضع حرج تطلب منها المخاطرة بحياتها في العلاج بالمراحل المتأخرة. وبين الدكتور فتح الدين أن التأخر في تلقي العلاج الصحيح كما حدث مع إشراقة، أدى إلى تعقد الحالة واللجوء إلى التدخل الجراحي، حيث استطعنا التحكم في تدمير المفاصل بالعمليات الجراحية والعلاج الطبيعي واستخدام المابثيرا مع الميثوتركسات للتحكم في نشاط المرض ومضاعفاته التي حصلت لها مثل التهاب قزحية العين، مما ساعد في تمكين المريضة من المشي والرؤية.
وتشير الدارسات الطبية الحديثة إلى أن هناك طفرة كبيرة في علاج هذا المرض في الأعوام الأخيرة، جراء تطور تقنية مضادات الأنزيمات التي تنتجها خلايا الجهاز المناعي من النوع (بي) التي أثبتت الدراسات أن هذه الخلايا لها دور كبير في ظهور مرض الروماتويد وتطوره، كما أثبتت الدراسات والتجارب الطبية فاعلية دواء المابثيرا في إعطاء نتائج طبية طويلة المدى مما يساعد على إيقاف تطور المرض ممكناً المرضى على أدء الأنشطة اليومية بصورة أفضل خاصةً لدى المرضى الذين لم يستجيبوا لفاعلية العلاجات الأساسية الأولية أو العلاجات الحيوية الأخرى، مما قد يحتم في المستقبل القريب استخدمه كخط دفاع أول في علاج الروماتويد، وتشير تلك الدراسات إلى أن الكثير من الدول الأوروبية والغربية باتت تستخدمه نظير الآثار الإيجابية والاقتصادية على المرضى، مشددةً بأهمية النتائج المشجعة التي تظهر أثناء استخدام العقار في علاج الروماتويد.
وتأتي دراسة (سيريني) كأحد تلك الدراسات العالمية الحديثة التي كشفت مؤخراً عن مدى فاعلية ذلك العقار وبينت (سريني) التي نفذت على 509 مريض يعانون من التهاب الروماتويد النشط، من خلال ثلاث مراحل وفي 102 مركز طبي موزعة على 11 دولة، أنة يعطي نتائج فعالة في علاج مضاعفات أعراض التهاب الروماتويد المفصلي.