لا شك أن وزارة الشؤون الاجتماعية تختلف عن جميع وزارات الدولة قاطبة، فهذه الوزارة القديمة الحديثة يتمثل قدمها عندما كانت مربوطة بوزارة العمل (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية) وحديثة باستقلالها كوزارة للشؤون الاجتماعية تعنى بشريحة مهمة في بلدنا ولأن بلدنا -ولله الحمد تعيش طفرة لا يعيشها كثير من دول العالم وعموماً إضافة إلى كثرة هذه الشرائح من المجتمع فإنها من الشرائح المهمة من الناحية الإنسانية والاجتماعية والدينية وكذلك الأخلاقية. وسوف أوضح بعض هذه الأهميات التي ذكرتها. فمن الناحية الإنسانية الوزارة معنية بالأيتام والأرامل وفاقدي الوالدين. أما الناحية الاجتماعية فهي معنية بأقلمة وتهيئة هذه الفئات في محيط المجتمع واندماجه وعدم إحساسه بفروقات اجتماعية. أما الدينية فهي معنية بنشأة أطفال شاء القدر أن يعيشوا في هذه الدنيا دون أبوين وهي مسؤولة عن نشأتهم نشأة دينية. أما الأخلاقية فهي بالفعل مسؤولة عن تأمين متطلبات الحياة لأسر فقيرة ليس لها موارد تسد حاجتها، لذا الوزارة مسؤولة عن تأمين جميع مستلزماتها لكي لا تنحرف هذه الأسرة في مزالق الرذيلة - لا سمح الله- لهذا أكرر القول إن هذه الوزارة ليست كمثيلاتها من الوزارات الأخرى فعملها قبل أن يكون عملاً وطنياً فهو بالدرجة الأولى عمل إنساني، لهذا فإن الحمل سوف يكون ثقيلاً والمسؤولية أثقل على معالي الدكتور يوسف العثيمين هذا الرجل المتواضع والمتمكن والقريب من هذه الوزارة من سنين طويلة حيث كان في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وقد تشرفت بمعرفته عن قرب فهو ابن الوزارة. ومن هذا المنطلق مسؤولية الوزير وأعضاء الوزارة بجميع مراتبهم مسؤولون مسؤولية كبيرة أولاً أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام ولاة الأمر -أعانهم الله ووفقهم.
أما ما تقدمه الوزارة من إعانات ومساعدات للأسر الفقيرة فهناك بعض الملاحظات التي يتمني الجميع أن تسعى الوزارة لإيجاد حلول سريعة ومجدية ودائمة لها لكي تعم الفائدة بدلاً من الحلول الوقتية المتبعة حالياً، ومن هذه الملاحظات:
أ - هناك أسر فقيرة ليس لها أي مورد ولا تعرف الطريق المؤدي لمصدر المساعدة سواء الوزارة أو الجهات الأخرى المعنية بالمساعدات مثل الجمعيات الخيرية.
ب- هناك أسر شاءت الأقدار أن يبتعد عنهم عائلهم لأي سبب كان وليس لهم من يعولهم ويعيشون على رحمة وعطف أهل الخير.
ج- هناك أسر تعرض عائلهم لظرف إيقاف أو ظرف مرض أو إعاقة، وهذه الأسر تعيش على صدقات ومساعدات الجيران والأقارب إن كان عندهم أقارب وظروفهم لا يعلم بها إلا الله. من هذا المنطلق ليس كل أسرة تعرف الطريق للجمعيات ومكاتب الضمان وغيرها من هذه الخدمات، لذا أود أن أعرض وجهة نظر شخصية لعل وعسى أن تساعد على تلافي مثل ذلك:
أولاً: يجب أن تضع الوزارة أرقام هواتف وأرقام فاكس لجميع فروع الوزارة في أنحاء المملكة تكون هذا ثابتاً وبصفة يومية ينشر في جميع الصحف المحلية ويكون بارزاًً لكي يصل صوت من يحتاجه للمسؤولين.
ثانياً: يجب أن تقوم الوزارة بوضع نشرات على شكل كتيبات أو بروشورات توضح دورها في خدمة المجتمع وما تقدمه من خدمات والفئات التي يمكن أن تستفيد منها.
ثالثاً: يجب أن تشكل الوزارة فرق بحث رجالية ونسائية تقوم بمسح شامل وإشراف مباشر عن العوائل المحتاجة في جميع مناطق وقرى وهجر المملكة لكي يطلعوا عن قرب عن الوضع لكل أسرة.
رابعاً: القيام بعمل حملات إعلانية في وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة توضح دور الوزارة وكيفية الوصول لها.
خامساً: دعم الأسر بتوظيف أبنائهم أياً كانت مؤهلاتهم وإعطائهم الأولوية في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص ودعمهم بتوفير وسائل المواصلات لكي يعينوا أسرهم على العيش الكريم وربما لا يحتاجون مستقبلاً لدعم الوزارة.
سادساً: مساعدة المؤهلين حرفياً من أبناء الأسر بفتح ورش أو محلات تكون مصدر رزق لهم كل حسب مهنته وتكون الإعانة والمساعدة في البداية فقط وبعدها يستمر في الكسب الحلال ولا يحتاج لمساعدة.
سابعاً: الاهتمام بأبناء وبنات هذه الأسر دراسياً وتشكيل لجنة متخصصة في متابعة دراستهم وتأمين احتياجاتهم لكي ينشأوا نشأة علمية يستفيدون منها في مستقبلهم بدلاً من توارث الأمية والجهل الذي فرضه عليهم الزمن القاسي.
ثامناً: صرف مرتبات شهرية مجزية وعدم الاكتفاء بصرف مواد غذائية فقط، فالحياة ليست أكلاً وشرباً فقط بل هناك مستلزمات خاصة للنساء والأطفال وحتى الرجال كما يجب أن يكون فيه توازن في المرتبات المصروفة من حيث عدد أفراد الأسرة.
تاسعاً: يجب أن تمنح كل أسرة بطاقة صحية تخولهم العلاج في أي مصحة حكومية دون تردد وعدم تطبيق نظام التحويل المتبع لأن أغلب الأسر المحتاجة ليس لها عائل يقوم بهذه المهمات والمراجعات والتعقيدات البيروقراطية المتبعة في فروعنا الصحية.
عاشراً: تشكيل لجنة للكشف على منازلهم وصيانتها وفرشها لتكون مساكن صحية تتناسب مع الحياة العامة.
إن ما ذكرته قليل من كثير وهذا قدرهم (فأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد). اللهم وفق المخلصين لهذا البلد وأهله وأعنهم على عمل الخير والعطاء.