Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/09/2008 G Issue 13148
السبت 27 رمضان 1429   العدد  13148
مجداف
وقفا الملك عبدالعزيز
فضل بن سعد البوعينين

أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد وأهلها بالخير الوفير، والأمن والاستقرار، وهي نعم عظيمة تستوجب الشكر والثناء لله رب العالمين، والعمل على حفظها من الزوال، فبالشكر تدوم النعم، وما أحوجنا لتدبر قول الحق عز وجل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).

للحرمين الشريفين منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، ولدى جميع المسلمين ما جعلهما يحظيان بأولوية المشروعات والرعاية التامة من زعماء المملكة العربية السعودية. لم تتوقف مشروعات الحرمين الشريفين حتى في أصعب الظروف الاقتصادية التي أصابت البلاد والعباد. الاعتناء بالحرمين الشريفين، وبذل الغالي والنفيس للحجاج والمعتمرين، والتيسير عليهم من خلال المشروعات الضخمة، تقرباً إلى الله وامتثالاً لأوامره، فتحت أبواب الخير والبركة على هذه البلاد الطيبة.

المملكة العربية السعودية جعلت مشروعات الحرمين الشريفين في أولوية خطط التنمية المستدامة، واجتهدت لتوفير قنوات تمويلية مستقلة يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً، خاصة في الأوضاع الاقتصادية المتغيرة. وترسيخاً لهذا المبدأ الكريم عملت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز على إيجاد موارد مالية مستقلة ومستقرة يمكن أن تساعد مستقبلاً في دعم مشروعات الحرمين الشريفين والإنفاق عليهما.

وقفا الملك عبدالعزيز 1-2 يشكلان نموذجاً فريداً لأعمال الخير الوقفية التي جمعت بين عمارة المسجد الحرام، بر الوالدين، صلاح المنهج، بناء المستقبل، وخدمة الإسلام والمسلمين.

الوقف الإسلامي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، فكيف وقد بني في أطهر البقاع الإسلامية، وحبس أصله وسبلت منفعته للإنفاق على الحرمين الشريفين. نسأل الله القبول والإجابة، وأن يجزل المثوبة والعطاء لكل من ساهم في تشييد هذا الوقف العظيم..

مؤسسة الأمير سلطان الخيرية

أعمال الخير التي يقوم به الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران، تفوق في ضخامتها الكثير من الأعمال الخيرية المؤسسية، لذا لم يكن مستغرباًَ أن تحتل مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية مراكز عالمية متقدمة في العمل الخيري المؤسسي.

مؤسسة الأمير سلطان الخيرية باتت كالعين الجارية في مملكة العطاء والإنسانية، تنوعت أنشطتها وتكاملت من أجل خدمة المجتمع، وبناء الوطن، وتوثيق عرى المحبة والتكافل الاجتماعي. تعمل المؤسسة على تطوير منظومة العمل الخيري وتحقيق الشمولية فيها. حيث لا تقف عند حد تقديم المال والعون للمحتاجين بل تجتهد في تحقيق متطلبات تنمية المجتمع الشاملة، كمشروعات الإسكان الخيري وتبنيها إنشاء 1551 وحدة سكنية للمحتاجين؛ وتقديمها البرامج الثقافية من خلال المنح البحثية والتعليمية للمواطنين والمواطنات وإنشاء الكراسي العلمية المتخصصة، والمراكز العلمية والتقنية الحديثة كمركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بمدينة الخبر، الذي بلغت تكلفته ما يقرب من 260 مليون ريال. جهود إنسانية، تعليمية، وثقافية تقوم بها مؤسسة الأمير سلطان الخيرية نسأل الله الكريم في هذا الشهر الفضيل أن يجزل للقائمين عليها المثوبة والعطاء وأن يوفقهم لكل ما فيه الخير والسداد.

وقف جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية

وقف جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة هو أحد أوقاف الخير التي ينفذها ولاة أمر هذه البلاد الطيبة لخدمة الإسلام والمسلمين. الوقف الخيري المزمع تنفيذه في المدينة المنورة سيحقق للجائزة مورداً مالياً خاصاً يضمن لها الاستمرارية والاستقلال التام بإذن الله.

السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وفيها توضيحه وبيانه، وقد ثبتت أهميتها ومرجعيتها في أكثر من موضع في القرآن العظيم. ما جعل الصحابة، رضوان الله عليهم، يعتنون بها ويعتمدون عليها، وينقلونها بنزاهة وإخلاص، على اعتبار أنها المصدر الثاني للتشريع.

أحاديث الرسول الكريم هي المرجع النزيه لتبيان الحق، وتفنيد الأكاذيب خاصة مع ظهور التيارات المنحرفة، قال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخرِ). وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قائماً بالحكم بين المسلمين في حياته، ففي سنته المطهرة مرجع للتحكيم وإيضاح للحقائق بعد وفاته. قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسْلِيماً).

وإن كان السلف رضوان الله عليهم قد اجتهدوا في حفظ السنة المطهرة، والعمل بها وفق ما جاء عن الرسول الكريم، فإن بعض المحدثين، من أصحاب الفكر المنحرف، والتيارات الضالة قد ألحقوا بالسنة المطهرة بعض الأذى من خلال التأويل الخاطئ حيناً أو الإنكار -والعياذ بالله- أحياناً أخرى.

جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة جاءت لتحقق هدف حماية السنة المطهرة من أفكار المحدثين، وتأويلاتهم الخاطئة، وأعمال التيارات المنحرفة التي أساءت للإسلام والمسلمين وللسنة النبوية المطهرة من خلال ما يقدمه علماء الأمة من بحوث متخصصة في علوم السيرة النبوية وعلوم الحديث. أحياء السنة النبوية المطهرة، ونشر الهدي النبوي الكريم كفيلان بلجم أفواه أصحاب التيارات المنحرفة التي باتت تشوه صورة الإسلام والمسلمين. وجزى الله القائمين على هذا المشروع الإسلامي الكبير خير الجزاء.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244



f.albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد