Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147
وقفات في ذكرى التوحيد
د.إبراهيم بن محمد أبو عباة

في هذه الأيام المباركة نعيش ذكرى غالية على قلوبنا، عزيزة على نفوسنا إنها ذكرى التوحيد..

ذكرى تأسيس هذا الكيان الكبير والصرح الشامخ وبنائه على أسس راسخة، وقواعد صلبة، إنه بناء الإنسان ووحدة الكيان.

نعم إنها ذكرى غالية ففي مثل هذا اليوم استطاع المؤسس العظيم والقائد الفذ والإمام المصلح أن يقيم هذا البناء ويوحد القلوب قبل الأرض بعد جهاد متواصل وكفاح مرير.

كانت هذه البلاد القارة قبل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة عدة كيانات في كل ناحية راية، وفي كل صقع أمير وإمارة، مناوشات وحروب، وسلب ونهب، وخوف ورعب، وشظف عيش وفاقة وفقر، هكذا هي بلادنا قبل توحيدها، وقد استطاع الإمام البطل بتوفيق الله عز وجل ثم بما آتاه الله من حكمة وحنكة وبعد نظر، وشجاعة وعزيمة مع نية صادقة ورغبة خالصة في الاصلاح استطاع أن يوحد هذا الصرح، وهذه البلاد المترامية الأطراف، وأن يبسط الأمن في اطرافها بعد أن أقامها على شريعة الله، وأسسها على تقوى من الله، وانطلق في حكمها وقيادتها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فنصره الله {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

لقد عاش المؤسس حياته مكافحاً، رافعاً راية الحق ومعه رجال مخلصون صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقطفوا ثمار جهدهم وصبرهم ورأوا بأم أعينهم هذه الشجرة المباركة والغرس الطيب وهو يؤتي ثماره.

ومضى الإمام المصلح إلى ربه بعد رحلة طويلة حافلة بالجد والكد، والكفاح والاصلاح، مضى بعد أن شاهد بأم عينيه ثمار جهاده أمناً واستقراراً ورخاء ورغد عيش، وتسلم الأمانة من بعده أبناؤه البررة سعود، وفيصل، وخالد، وفهد رحمهم الله جميعاً وغفر لهم فحافظوا على الأمانة وواصلوا مسيرة العطاء متمسكين بالأسس والثوابت التي قام عليها هذا الكيان الكبير، ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الذي تسلم القيادة، وتسلم الراية من أخيه الفهد، فكان على العهد والوعد أميناً في حمل الرسالة، صادقاً في أداء الأمانة، محافظاً على أسباب القوة والتمكين فأعلن منذ أول يوم منهجه وأكد للأمة قاطبة الأساس الذي سينطلق منه ويسير عليه فعاهد الله ثم عاهد أبناء أمته وشعبه على أن يجعل القرآن دستوره، والإسلام منهجه، وهذا تأكيد على استمرار هذه الدولة على الأساس الذي قامت عليه منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وها نحن نشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ووفقه وسدده ورعاه نماءً وتطوراً في كافة المجالات، وها هو يواصل مسيرة البناء بكل حزم وعزم ملتزماً بالمنهج الرشيد والأساس القويم الذي قام عليه هذا الصرح المبارك، وفي هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعاً نتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا، ونحمد الله عز وجل ونشكره على نعمه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، وهذا يتطلب منا أن نحافظ على هذا الكيان، وأن نرعى هذه النعمة وذلك باستشعار معنى المواطنة بمفهومها الصحيح، وتحقيق معنى الانتماء لهذا الوطن العزيز الغالي على نفوسنا جميعا.

إن المواطنة الحقة والوطنية الصادقة ليست مجرد شعار يرفع بل هي اعتقاد وفهم وممارسة، وقول وعمل.

إن المحافظة على الأسس والثوابت التي قام عليها هذا الوطن واحترامها إنما هي دليل على صدق المواطنة وصحة الانتماء، كما أن المحافظة على مكتسبات الوطن وانجازاته من صميم مفهوم المواطنة، وأن من أعظم معاني المواطنة الحرص على سمعة الوطن، والمحافظة على وحدته وتوحده والبعد عن كل ما يخدش سمعة الوطن، ويؤثر على وحدته وتماسكه.

كما أن المواطنة الحقة تستدعي صدق الولاء للقيادة الرشيدة، واحترام رموز الوطن الدينية والسياسية، لكي يبقى هذا الوطن شامخاً عالياً مدى الدهر بإذن الله. أسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وأن يبارك لنا في وطننا ويحميه من شر الأشرار وكيد الكائدين.

كما نسأله عز وجل أن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء انه سميع مجيب.

رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد