من المرتكزات التي تبنى عليها الأمم ويستقر النسق الاجتماعي من خلالها هو إرساء قناعات الحوار بين فسيفساء الشعوب ونشر ثقافة الالتزام بمنطلقاته الفكرية والعقلية لأجل حل أي مشكلة تواجه سير البلاد أو مشروعها الوطني، فالعقل الجمعي للأفراد له شقان أحداهما سلبي والآخر إيجابي فأما السلبي فهو الانقياد خلف القناعات والممارسات الجمعية؛ انطلاقا من قاعدة الانتماء إلى القطيع والتحليق في سربه، أما الإيجابي فيمكن أن تصنف عدة معطيات من ضمن مكوناته منها الحوار وقناعات الاختلاف والمسؤولية الجماعية، وغيرها من قضايا الإجماع والقناعة الوطنية, كما أن مفهوم الحوار يساعد على تنشيط جيل جديد من الأفراد المتشبعين بقبول الآخر والتعاطي مع وجهة نظره، ما يساعد على تأمين المستقبل الوطني للبلدان من خلال تكريس اللحمة الوطنية وسد كل الذرائع.
التي قد يستغلها المتربصون من أجل ضرب الإسفين بين أبناء الوطن الواحد الذي لا يحمي مقوماته وإنجازاته التاريخية والحضارية إلا نشر ثقافة الحوار ونبذ قناعات وسوداويات إقصاء الآخر وتهميشه.
ومن نافلة القول أن التنشئة الاجتماعية والسياسية تلعب دوراً مهماً فيما نحن في صدده من حديث، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، وذاك ما يجب أن تضطلع به المدرسة والبيت من خلال توظيف العلاقة التبادلية بين هاتين المؤسستين الاجتماعيتين لأجل تعميق أسس الحوار في النشء وتعميق مفاهيمه لديهم؛ حتى لا تتلاشى مع الأيام تلك الثقافة ويندثر كل شيء جميل من العقول ويموت الحراك السياسي بموت الحوار الذي يعتبر موته موتاً للوطن.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244