تمر الذكرى (78) لتأسيس الوطن العزيز المملكة العربية السعودية على يد القائد الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حيث عقد العزم على لم أجزاء الوطن، وجاهد في ذلك ردحاً من الزمن الذي عاشه - غفر الله له - فعقد العزم وقبل ذلك اتكل على رب الأرض والسموات، وحسُن قصده، وطابت سيرته وجاهد معه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، نذروا نفوسهم من أجل وطن القداسات، وطن ليس كالأوطان وبلد ليس كالبلدان، رجالٌ ليسوا كالرجال وضعوا أيديهم في يد المؤسس وكان لهم ما عقدوا العزم عليه، فتوحد الوطن، وأصبح الناس أمة واحدة، فساد الأمن والاستقرار واطمأن الجميع، وبدأت عجلة التطور والنمو، وفق الامكانات الموجودة آنذاك، وقام المؤسس - رحمه الله- بما يسر الله من العمر والوقت والامكانات قام - رحمه الله- يؤسس أساسيات بناء الوطن، ووفق إلى ذلك، حيث صدق الله سريرته وعلم منه الاخلاص ونبل الهدف، وقد أقض مضجعه ما تتعرض له البلاد آنذاك من الفتن، والقتل والسلب، خاصة ما يتعرض له حجاج بيت الله الحرام، الذين لا يأمنون على أرواحهم ناهيك عن رواحلهم وما معهم من أموال، فهذا الهاجس كان يقلق الملك عبدالعزيز ويشغل حيزاً في ذهنه، وهكذا المسلم صادق الإيمان يدرك ذلك، كيف لا وأماكن العبادة في هذا الوطن كانت في حالة غير آمنة، وقاصدوها طاعة لله قد تسلب أرواحهم بل أموالهم، من هذا المنطلق أصر - رحمه الله- على استعادة ملك آبائه وأجداده من آل سعود ثم جعل في أولياته تأمين طرق الحجيج، فكان له ما أراد وأفاء الله عليه خيرات كثيرة فكان الذهب الأسود يتفجر في الأرض ويعطي المؤسس ما يريد تحقيقه لهذا الوطن، ويمنحه مساحة من العطاء، كل ذلك بفضل الله ثم بفضل صدق النوايا ونبل الهدف الذي انطوت عليه نفس القائد
المؤسس عبدالعزيز حينما تمر بنا هذه الذكرى العطرة نتذكر ما كان يتحلى به من حنكة وحكمة حيث عمل غفر الله له على أن نأى بالوطن العزيز المملكة العربية السعودية عن معترك الصراعات السياسية والأحداث التي مرت بالعالم آنذاك، فسلم الوطن من براثن الاستعمار بكل ألوانه، كل ذلك بفضل الله ثم بحسن القيادة، وتوفيق الله للإمام عبدالعزيز حيث الهمة، فجنب البلاد تلك الصراعات، وخلت من الأحزاب على اختلاف توجهاتها، وأسس رحمه الله أساسات قوية انطلقت من كتاب الله وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف الأمة الصالح.
وها هم أبناء الوطن يدركون ذلك ويلمسون ذلك ويتفيأ الجميع هذه الظلال الوارفة، وفي قراءة متأنية للتاريخ نجد البرهان والدليل ناصعا كالشمس.
ويشاء الله أن يلحق المؤسس بالرفيق الأعلى ويموت وهذه سنة الله في خلقه ويحمل الراية من بعده أبناؤه ويستمرون على ذلك النهج، ويؤكدون تلك السياسة الفريدة للوطن العزيز المملكة العربية السعودية، ويزداد الخير ويكثر العطاء، وتسير عجلة التطور والنمو وتأخذ البلاد مكانها اللائق بها بين دول العالم، وتمر بها الكثير من الأحداث والفتن التي يكيدها الأعداء، فبحمد الله يسلم الوطن ويتجاوز تلك الأحداث والمنعطفات كل ذلك بفضل الله ثم بفضل حُسن القيادة والقدرة على التعامل مع تلك المواقف التي أصبحت سمة لقادة الوطن بدءاً بالملك سعود - رحمه الله- وانتهاءً بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده ورجال الحكومة الرشيدة حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.
فحمداً لله على ذلك وشكراً للرب جل وعلا على هذا التوفيق وهذا التسديد الموفق لولاة أمرنا أدام الله عزهم وصد عنهن كل سوء ومكروه.
مدير المعهد العلمي بالرس