لقد أبدع الأمير خالد الفيصل حين قال: |
لاح يوم الوطن والعز لاح |
وكلمة الله على البيرق تلوح |
يوم الإسلام يا يوم الفلاح |
والوطن كل روح له تروح |
فوق الإيمان ركبنا السلاح |
والمقابيل بالخافي تبوح |
الله واكبر مثل ضرب الرماح |
سيلت في خفي الباغي جروح |
قالوا عن الملك عبد العزيز: |
(إذا كان عبد العزيز قد نجح في لم شعب الجزيرة العربية تحت لوائه وإذا كان قد جعل من بلد مضطرب آهل بالعصابات البلد الأكثر أمناً في العالم فمرد ذلك ليس القوة والسيف فحسب بل لأنه سكب في أعماق الأمة أقوى عوامل التراص والتماسك ذلك هو التقيد الشديد بأحكام القرآن) موريس جورنو - تحقيق حول ابن سعود |
كانت الفوضى قد فرضت سيطرتها في جميع أنحاء الجزيرة العربية بينما الخوف ضرب خيامه بين ساكنيها فولد الجوع والسلب والنهب وتولد الشر ورفعت العصبية القبلية راياتها بأن البقاء للأقوى وفجر الجهل قنابله فكثرت بين الناس المآسي وتكاثرت الفتن.. وامتلأت القلوب بالحسد والتباغض والحقد والتشاحن وجاء الضياع بريشة الظلام يرسم للناس خطاهم إلى طريق الظلال.. مسكينة هذه الجزيرة العربية كانت تنام جائعة وتستيقظ خائفة لكنها كانت صابرة ومحتسبة فكان الله بها وبعباده لطيف وبحكمته عظيم سبحانه يا الله {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } (26) سورة آل عمران. |
لقد كان هناك الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه بإخلاصه وصدق توكله على الله فكان الله معه بتوفيقه ونصره {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رمى} (17}سورة الأنفال. |
وإذا كنا اليوم نعيش نعم الله علينا في هذا الوطن التي لا تعد ولا تحصى وحين نحتفل باليوم الوطني فإنما نتذكر ذلك اليوم المجيد من أيام تاريخنا المشرف الذي يصادف الأول من غرة الميزان الذي توحدنا فيه قبل 78 عاماً وفيه انتصرنا على الفرقة والشتات وقتلنا مصادر الجهل ورفعنا بيارق العلم وفيه انطلقت مسيرة وحدتنا وهنا في قلب الجزيرة العربية رفع المجد رايته وانطلق الملك عبد العزيز يوحد باقي مملكته وأقبل التاريخ يحمل مجلداته ليكتب للأجيال عن بطولاته هنا اليوم الوطني وهنا القلوب توحدت والإنجازات تحدثت والأعلام الخضر المطرزة بكلمة الحق وسيف العدل ارتفعت وفي العلياء رفرفت هنا اليوم الوطني وهنا من قبل ومن بعد {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (81) سورة الإسراء. |
رفع الإسلام رايته واستعاد ماضي قوته نعم هنا اليوم الوطني وهنا المآذن للصلاة (الله أكبر) بالشهادة رددت والأيادي من فائض النعمة أعطت وتصدقت ولربها بالحمد والشكر دعت وكررت والشيخ الكبير يذكر ويحكي كيف كانت قبل عبد العزيز حالته واليوم يبكي من شدة فرحته والطفل الصغير يسأل هذه المملكة من هي فكرته الكبير والصغير احتفلوا الله أكبر هذا هو يومنا الوطني يوم فرحتنا ويوم وحدتنا ولمة شملنا.. |
الله أكبر هذا هو يومنا الوطني يوم مجدنا وفيه تاريخ أمجادنا ورائحة أجدادنا نعم هذا هو اليوم الوطني وهنا للحرمين والأمتين العربية والإسلامية سخر الله الرجال والمال حتى الإنسانية أيا كانت لغتها ودينها شملها خير هذا الوطن.. للأجيال بنيت صروح العلم والمعرفة ومن فوق المنابر أعلنت عن الكوادر والنوادر والمفاخر وتسابقت كل الهمم فوق القمم كلاً زرع نفسه يطلب شرف الشهادة من أجل الدين ثم المليك والوطن.. هنا اليوم الوطني وهنا كان للأمن والأمان ميلاد وكان لنا مع العدل والطمأنينة ميعاد وبكل إيجاز كانت الوحدة والاستقرار إنجازا في وصفها لا نملك غير الإعجاز.. بالتكاتف والتعاون وبقوة سلاح إيماننا لقي الإرهاب مصرعه على أيادينا ولفض أنفاسه الأخيرة مهزوماً ومدحوراً.. هنا اليوم الوطني وهنا التاريخ قبل عبد العزيز ما زال يحكي ويسطر لأجيال الوطن عن بطولات ذلك الرجل العظيم وسيظل يكتب بمداد من ذهب ويسجلها حروف وكلمات على صفحات المجد. |
سمعتك أيها التاريخ على ألسنة الآباء والأجداد وأنت تتحدث عن الحياة من قبل ومن بعد ظهور الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وقرأت ما سطرته فكنت صادقاً ومحقاً في كل ما نقلته لنا عن ذلك الفارس من البطولات والصولات والجولات وذات مرة كنت أنصت لك وأنا في أحد فصول المدرسة وأنت تتحدث عن تلك الصحاري الجدباء كيف اخضرت وأثمرت وتلك المصانع كيف شيدت وأنتجت كنت أيها التاريخ تتحدث لنا بلغة العطاء وتترجم ذلك بمعاني الوفاء وما هذه الناطحات التي عانقت آفاق المجد والتنمية التي قفزت بنا نسابق زمن الغد إلا خير شاهد على أن الحضارة أقبلت إلينا بزهائها وبهائها واحتشدت البشرية من حولنا تتفكر في روعة تفاصيلها.. أيها التاريخ أنت وحدك من يصدق حين يحاول الحاقدون تشويه صورتنا أمام العالم وأنت الحكم حين يريد الحاسدون زعزعة أمننا وتفكيك وحدتنا والعبث بممتلكاتنا بدون وجه حق لأننا طبقنا كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أنت أيها التاريخ من وقف معنا في الميدان ساعة المعركة وأدليت بشهادتك في ساحة المحكمة إن الملك عبد العزيز هو الوحيد من يستحق البطولة.. شكراً أيها التاريخ لقد كنت محقاً وصادقاً ومنصفاً كيف لا وهنا اليوم الوطني ولصحة الإنسانية وسلامتها مدننا بنيت وللتواصل طرقاً عبدت وأجاج البحر شربناه عذباً فراتاً في ظل آل سعود نعيش الخير.. وفي عهد أبي متعب كلنا (عبد الله) و(سلطان) للوطن خداماً وحراساً نعم هنا اليوم الوطني وهنا الخير والنعمة والبركة عمت نواحينا.. عفواً يطول الكلام عن هذه المناسبة لكن يبقى هنا اليوم الوطني ويبقى لي هنا وطناً آليت ألا أبيعه. |
الحرس الوطني – الرياض |
|