يجدربنا ونحن نستقبل هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً.. وهي مناسبة اليوم الوطني المجيد.. أن نستشعر أشكال التفعيل الحقيقي البناء.. ضمن منظومة العملية التنموية البنائية لمختلف مرافق ومناحي الحياة في هذا الوطن الغالي..
لقد عشنا فرصة الاحتفال بهذه المناسبة الغالية لأعوام عدة وأسأل الله أن يديم عزَّ هذا الوطن وقيادته وأمنه ورخاءه - لكنني أتمنى أن نوجد إلى جانب هذا الفرح الوجداني شيئاً من دلالات الفعل والتطبيق التي تجعل من مثل هذه المناسبة توقيت مراجعة ومحاسبة لما تم إنجازه وما يراد أن ينجز.. أن نبدأ أولاً بالسؤال عن عمق هذا المعنى الجوهري (الوطنية) في قلوب النشء والجيل القادم.. أن نبحث سبل تعزيز ما لديهم.. كشرط حياة وضرورة هوية.. أن نغرس في صميم نسيجهم الروحي أن الانتماء للوطن الكبير لا لمناطق الجغرافيا وروابط القبيلة.. علينا أن نجعل من هذه المناسبة محطة تدارس حال القائم وملامح القادم.. من حيث المعطيات والمتطلبات والتحديات.. لنعمل وفق الهدف الأسمى.. وطنيتنا.. يجب أن لا تمرَّ هذه المناسبة عبر قصائد الشعراء وبلاغة الخطباء ومقالات الكتاب.. يجب أن نتجاوز شكل الاحتفال التقليدي ضمن إقامة الحفلات وتعليق اللوحات.. بأن نأسس خطاباً جديداً للاحتفال الخلاق للمناسبات المهمة.. ولا أهم في نظري من هذه الاحتفالية الغالية.. اليوم الوطني. خالص دعائي لهذا الوطن الحبيب بالأمن واليمن وصادق ابتهالي بالتوفيق والسداد لقادته وولاة أمره.. وكل عام ووطني الحبيب.. بألف ألف خير.
محمد بن سعيد العلم
عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام