Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147

بمناسبة اليوم الوطني
المثقفون يبثون الوطن فيض مشاعرهم وبعض آمالهم!

 

الطائف - خلف سرحان

بمناسبة اليوم الوطني، عبر ل (الجزيرة) نخبة من مثقفي الوطن عن مشاعرهم وآمالهم باعتبارهم طبقة (الإنتجلنسيا) المناط بهم دوما رسالة التنوير والتثقيف والتوعية والتغيير وبالتالي فهم صمام الأمان للحمة الوطن ووحدته وتنميته.

العبري: لنوظف المناسبة تربويا ونحذر من انتماءات الدوائر الضيقة!

في البداية تحدث إلينا الدكتور فهد العبري الأستاذ بجامعة القصيم فقال: (في الثالث والعشرين من شهر (سبتمبر) نحتفل نحن أبناء هذا الوطن الغالي باليوم الوطني السعودي، حيث تعني لنا هذه المناسبة الوطنية الشيء الكثير. وقد كتب الأدباء والمفكرون والمثقفون عن هذه المناسبة من الناحية الوصفية، وقد أجادوا في الكثير من الأحيان. لكنني لم أر في هذه الكتابات محاولة توظيف هذه المناسبة الوطنية تربوياً، وهو ما يهدف إليه هذا التقرير. إن التوظيف التربوي لليوم الوطني كفيل بتنمية روح المواطنة لدى أبناء هذا الوطن. ومتى تعززت هذه الروح الوطنية نجحنا في الحد من بعض الظواهر السلبية وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب، التي تؤرق كل غيور على هذا الوطن. يجب علينا جميعاً أن نعرف النشء باليوم الوطني.

فاليوم الوطني هو ذلك اليوم الذي أُعلن فيه توحيد أجزاء هذا الوطن الغالي على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقد تقرر في اجتماع الطائف الذي عقد في 12من جمادى الأولى 1351هـ (10- 8-1932م) تحويل اسم (المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها) إلى (المملكة العربية السعودية). وبالفعل صدر مرسوم ملكي كريم مكون من ثمان مواد، جاء في المادة الأولى (يحول اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية ويصبح لقبنا بعد الآن ملك المملكة العربية السعودية).

أما المادة الثامنة فقد جاءت على النحو التالي: (إننا نختار يوم الخميس 21 من جمادى الأولى 1351هـ الموافق اليوم الأول من الميزان، يوماً لإعلان توحيد هذه المملكة العربية).

وعليه أصبح يوم الخميس الموافق 21-5-1351هـ (22 سبتمبر 1932م) يوماً لإعلان قيام هذه الدولة الفتية، وبذلك انتهى الشق الحربي من قصة الكفاح التي قام بها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

والسؤال الذي ينبغي علينا طرحه في مناسبة كهذه هو: كيف يمكن توظيف هذه المناسبة تربوياً؟

ومن وجهة نظري أرى أنه لكي نتمكن من توظيف اليوم الوطني تربوياً، فيجب على جميع المؤسسات التربوية بدءاً من مؤسسة الأسرة وانتهاء بمؤسسات التعليم العالي استغلال هذه المناسبة لغرس مفهوم المواطنة لدى الأبناء. فالأبناء بحاجة إلى التعريف باليوم الوطني وأهميته لنا كمواطنين. هم بحاجة إلى أن يتعرفوا على قصة الكفاح الطويلة والشاقة التي سبقت توحيد أجزاء هذا الكيان الشامخ في وحدة سياسية وجغرافية واحدة. هم بحاجة إلى أن يتعرفوا على بطل هذه القصة الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه حيث أحال القبائل المتناحرة إلى مجتمع متماسك، وأحال الصحراء الجرداء إلى واحات وبساتين، وأحال حالة الفوضى الأمني والسلب والنهب إلى إحدى أقوى صور النجاح الأمني والاستقرار على المستوى العالمي.

ماذا يجب علينا أن نتعلم من ملحمة توحيد الوطن؟

أولاً: يجب علينا أن نتمسك بوحدة هذه الأرض الطاهرة التي بذل من أجلها الموحد ورفاقه - رحمهم الله - الغالي والنفيس ونعلم أن كل تفريط في هذه الوحدة يعتبر خيانة لتلك التضحيات الجسام.

ثانياً: يجب علينا أن نعلم أن الاختلاف أمر طبيعي، ومهما اختلفنا أيديولوجياً أو مذهبياً... الخ فإننا جميعاً نلتقي عند هدف سام واحد ألا وهو تقدم هذا الوطن ورفعته.

ثالثاً: يجب علينا أمام طوفان العولمة أن نتمسك بهويتنا الثقافية دون النفور من التفاعل مع المجتمع الدولي، فالحكمة كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها).

رابعاً: يجب علينا غرس حب هذا الوطن في نفوس الأبناء لخلق مواطنين صالحين تتسامى أنفسهم عن البحث عن مصالحهم الشخصية ويركزون على مصلحة الوطن وحده.

خامساً: يجب أن يكون انتماؤنا للوطن الكبير وليس لمناطق جغرافية أو روابط قبلية. إن مثل هذه الدوائر الانتمائية الضيقة لهي الداء الذي ينخر في جسد اللحمة الوطنية والذي هو بحاجة إلى اجتثاث من قبل ولاة الأمر حفظهم الله.

خامساً: يجب علينا الالتفاف حول هذه الحكومة الرشيدة التي لا تألو جهداً في خدمتنا كمواطنين. وكل دعوة تنادي بتفريق هذا الالتفاف مهما كان ستارها التي تستر به فهي مرفوضة جملة وتفصيلاً).

عقيلي الغامدي: حاجتنا ماسة للنقد البناء والحديث بشفافية عن كل أوضاعنا!

القاص الأستاذ عقيلي الغامدي عضو نادي الطائف قال:(في مناسبة كهذه يجب علينا أولاً شكر الله على نعمه التي لا تحصى, ثم نشكر قائد المسيرة المباركة لوطننا الغالي خادم الحرمين الشريفين الذي لا يفتأ في كل مناسبة معبراً عما تكن به نفسه وآماله وتطلعاته نحو ما فيه الخير والتقدم والازدهار لوطنه, وأبناء وطنه ببشائر خير وتطلعات إلى المستوى الأفضل في مختلف مجالات التنمية, بكل شفافية وصدق من قلب كبير مترع بالعطف والأمل والحب إلى قلوبنا التي تمتلئ بالتفاؤل والحب المتبادل الذي ليس بحاجة إلى دليل، لأن ما هو من القلب يصل إلى القلوب عفوياً ومن غير تكلف, وهل ننسى توجيهاته في مناسبات مختلفة فيما يتعلق مثلاَ بالاقتصاد والخدمات, والوزراء, والتعليم, والطلاب....., مازلنا نذكر مقولته الشهيرة بمناسبة إعلان إحدى ميزانيات الخير حين قال مخاطباً الوزراء والمسؤولين عامة.. (...الخير كثير وليس لكم عذر...) إنها عبارة ذات مدلولات غير خافية على المواطن البسيط, ولها المعنى الكبير في نفس المسؤول والوزير, كذلك مخاطبته وحديثه للقضاة وللقضاء, مذكراً بالعدل والتقوى..., ولا أنسى حديثه لأبنائه الطلاب حين قال لهم: (أوصيكم بتقوى الله ووطنكم ودراستكم...) أليست - بالله - من القلب إلى القلب، هذه التوطئة أردت بها إكليلاً على ناصية هذه المناسبة العزيزة (يومنا الوطني), هذا اليوم وهذه الذكرى التي أخذت مكانها الزمني والاجتماعي والاحتفالي, فمن حقنا أن نحتفل ونحتفي باليوم الوطني, لكن ليس بالاقتصار على تعليق اللوحات وإحياء وإقامة الحفلات وإلقاء القصائد والخطب الرنانة التي اعتدنا عليها وهي في واقع الحال لا تقول شيئاً مهماً للوطن ولا احتفاءً حقيقياً به أو إسهاما في بنائه وازدهاره وتقدمه نحو الأفضل فهي بهذه الصورة - من وجهة نظري - لا تتعدى تحصيل حاصل، فكم نحن بحاجة إلى النقد البناء - نقد المحبين - بحيث نتناول ما هو قائم وما هو الأفضل وماذا يجب أن نكون عليه ضمن لقاءات وندوات وحوارات يشارك فيها المثقفون والأكاديميون والإعلاميون مع الأمراء والوزراء وأعضاء الشورى ونواب الوزراء والمديرون في مختلف المواقع والإدارات والنوادي والوزارات والنوافذ الإعلامية, وتقديم البحوث وأوراق العمل وعرض الإنجازات ومستوياتها وعوائقها بكل واقعية وشفافية فلا نقتصر على تناول الجوانب الماضية وما تم إنجازه من قبل سنوات مضت أو ميزانيات سبقت أو خطط تجاوزناها, فنحن في هذا اليوم الوطني وفي كل يوم أحوج إلى تناول الوضع القائم, ما هو عليه, وما يجب أن يكون, واستشراف المستقبل الزاهر لوطننا الغالي في زمن يتسم بالمستجدات, والمتغيرات المتسارعة والمنجزات التراكمية فنعمل على تناول الأخطاء ومناقشتها في مختلف المجالات والمواقع والظواهر التي ترتبط بالإدارات والوزارات والمفاهيم الاجتماعية وكل ما يرتبط بتنمية الإنسان خلقياً واجتماعياً وتربوياً واقتصادياً بصدق وشفافية, في إطار من الحب والولاء, فنختار - حسب الأهمية - قضايا وطنية تخدم المواطن والوطن وتحقق تطلعات القيادة, ومن خلال التناول الفعّال نعزز الإيجابيات ونعالج السلبيات بقرارات تشريعية وتشاورية وتنفيذية حاسمة فنختار في ذكرى اليوم الوطني من كل عام عدداً من هذه الأخطاء والسلبيات التي قد لا يخلو منها وطن أو مجتمع, فتعالج بجدية وحزم وثبات ومتابعة, ومنها - مثلاً - تدني المستوى الخدمي أو الإداري أو طغيان الروتين والبيروقراطية. أو عدم احترام النظام والتحايل عليه أو مظاهر التعصب والتعنصر.. أو هيمنة الواسطة وإفرازاتها, أو المال العام أو الإسراف بجميع أشكاله وعدم الترشيد إلى غير ذلك كعادات الزواج والمبالغات فيها، والأمثلة كثيرة فكم نتمنى في مثل هذا اليوم بالذات أن يتحدث المسؤولون إعلامياً وحوارياً بوضوح وإقناع وشفافية عن الإنجازات الآنية, وما لم ينجز أو يتحقق بعيدا عن التبريرات غير المقنعة أو التزلف من المرؤوس نحو رئيسه, وبذلك وبإذن الله يمكن معالجة وإصلاح الكثير من الظواهر السلبية, وغير المرغوبة لنكون حريصين على تنمية الحس الوطني, وتثبيت مشاعر الحب والتعاون, بعيداً عن التقصير والأنانية واللامبالاة. من أجل وطن عزيز نحبه, وله مكانته, وتغبطه الشعوب بما يتميز به من نعم واستقرار).

زولي: في مناسبة عرس الوطن.. هذه كلمتنا لوزارة الثقافة والإعلام!

الشاعر الأستاذ إبراهيم زولي عضو النادي الأدبي بجازان عبر عن مشاعره وآماله ومطالبه بالقول: (في هذا اليوم الاستثنائي من كل عام يتجلّى الوطن في أبهى حلله ويشمخ بنا صوب السماوات والشموس التي لا تنطفئ. فيه وبه نجدّد في أوردتنا دم الانتماء لهذه الأرض بكل تضاريسها من الحجر للماء مرورا بالصحاري التي تشخص شاهدة على عبق التاريخ الذي يفوح من عبق رمالها.

لنا أن نحلم في هذا اليوم كمهتمين بالشأن الثقافي الذي بدأ يستعيد كثيرا من عافيته، ولأن الحلم مشاع ومشروع فأقول:

إن دورا أكبر وأكثر فاعلية للمرأة أصبح أمرا ملحاًّ في هذه المرحلة الربيعية من تاريخنا الثقافي، كذلك أودّ أن تضطلع وزارة الثقافة بمسئولياتها تجاه كثير من الأجناس الثقافية كالمسرح والسينما وأن تدفع بالمسكونين بهذين الفنيين صوب الفعل وتمدّ لهم يداً ذات غطاء رسمي لا أن تبقى تمارس دور المشجّع السلبي أو الحيادي في أحسن حالاته. كما أن على الوزارة أن تلبي قليلا من أحلام وهواجس المبدعين بطبع وتوزيع أعمالهم وأشدّد كثيرا على كلمة توزيع حتى لا تظل حالتنا وفرة في النشر وشحّ أو فلنقل إعاقة في التوزيع. كما أن مشروعا مثل مشروع القراءة للجميع أو كتاب الأسرة أو إعادة نشر كثير من ذخائرنا الإبداعية في طبعات شعبية ترافقها حملة دعائية ضخمة كما فعلت وتفعل كثير دول هي أقلّ دخلاً منا وحتى لا يصدق علينا قول المتنبي:

ولم أر في عيوب الناس عيبا

كنقص القادرين على التمام

هذه الهواجس والأماني أحسب أنها ستنهض بالفعل الثقافي إلى آفاق رحبة وعوالم أكثر جمالا وفتنة.

كذلك من شأنها أن تجعل الثقافة والقراءة في متناول كل الشرائح الاجتماعية لا أن تبقى فعلا نخبويا يدور في فلك (الإنتلجنسيا) فقط دون أن ينزل إلى الطرقات ويصافح الناس كل الناس).

الفايز: الإعلام المكرور و(كله تمام أفندم) لا ينفع الوطن!

الأستاذ سليمان الفايز الكاتب الصحفي ومدرب التنمية البشرية ونائب مدير تعليم القصيم قال: (إن المتتبع للمسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية في شتى مجالاتها يرى بجلاء الوثبات الخلاقة التي استطاع الإنسان السعودي أن يترجمها على أرض الواقع فعلا وسيرة يقف عندها المتتبع ليدرك كم هي الجهود التي بذلت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - مرورا بالعهد التأسيسي للكثير من المظاهر التنموية وفي مجالات عدة في عهد الملك سعود - رحمه الله - ثم الانطلاق بصورة وبحجم أكبر لتبني قضايا الأمة الكبرى وما لعبته المملكة من دور حيوي ومؤثر على المستوى العربي والإسلامي والعالمي في عهد الملك فيصل ومن بعده الملك خالد إذ تغيرت وتطورت أشياء كثيرة في حياة المواطن السعودي، حيث عهد الخير والبركة والعيش بدعة وانطلاق ما يسمى بالمصطلح الاقتصادي عصر الطفرة التي غيرت في نسق المجتمع السعودي وتطورت مظاهر كثيرة استمرت في عهد خادم الحرمين الملك فهد - رحمه الله - حيث امتدت المكانة الكبيرة للملكة في وجدان المسلمين خصوصا والعالم بوجه عام نظراً للمواقف القيادية والحاسمة التي تبناها الملك فهد حينها والتي لا زالت تتطور مكانة وثقلا في العهد الزاهر لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله ورعاه.. ولا يستطيع الإنسان المنصف أن يختصر هذه المسيرة بمجموعة أسطر أو صفحات لكنها تبقى مظاهر وشواهد شامخة يلمسها ويراها ويشاهدها في جوانب بناء الإنسان وهو البناء الأهم الذي تراهن عليه المملكة وترصد دوما الجزء الأكبر من ميزانياتها ويكون محور خططها وتطلعاتها إيمانا منها بأنه يتقدم ويقود الشق الآخر من البناء المادي المحسوس.. وتبقى المسيرة مستمرة بخطط وثابة وتفاؤل مطمئن تستند فيه القيادة والمواطن على الخيرية التي أناطها الله بنا حيث يسود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويصدع صوت الحق مجلجلا في اليوم والليلة من حرم الله ينشر النداء لأصقاع البقاع مستجيبين وآمين شطر المسجد الحرام وملبين بين جنباته.. كما تستند على إيمان صادق بأن الثروة الحقيقية هو هذا الإنسان المؤمن بربه المتطلع لخدمة أمته ووطنه.

وتبقى الوطنية بعد تحررها من بعض اللوثات والمطارحات التي كانت ترى بدعية الحديث عن الوطن كونه - في نظرهم - مصطلح أطره الاستعمار وكرسه لتفريق وتشتيت الرقعة الإسلامية وبالتالي الحديث عن الوطن هو نظرة ضيقة تجعلنا نتخلى عن الوطن الأكبر للأمة الإسلامية.. هذه النظرة أوجدت هوة تربوية في نفوس الناشئة ظنا منهم أن المعادل الموضوعي لعدم الحب والاهتمام بالوطن الأكبر (الأمة الإسلامية) هو بالتالي كره للوطن والمحضن.. مع أنه من المتعذر المستحيل الانفكاك عنه.. فمن ينفك كمن يحاول أن ينفك عن بيته وأسرته وإن كان ينتمي للحي والمدينة والبلد.. هي دوائر متوالية ومتشابكة.. وبالتالي الوعي بالوطن والمواطنة من الأساسيات التي يجب أن تتجذر فينا، وتحرير المواطنة كفعل متبادل بين الوطن والمواطن، وحينما يرسخ هذا المفهوم نعرف أن مجرد التغنّي بالوطن لا ينتج فكراً وطنياً ذلك أن المواطنة هي جزء من التفاعل والاشتراك في النفع، الوطن يمنح المواطن حقوقه ومكانته الاجتماعية والإنسانية الحقيقية، والمواطن يمنح الوطن إخلاصه وصدقه ونزاهته واستقامته، هذه هي القيمة التي تحققها ثقافة المواطَنة التي طالما كانت مجالاً للحديث الإعلامي ولكنها ابتعدت عن أن تكون ميداناً للتبادل العملي.. نحن بحاجة إلى أن نتعاطى الوطنية كتربية عملية لا كصيغ إعلامية أو مادة جافة على المقاعد الدراسية وفي مناهج أشبه ما تكون بالعقيمة.. هذه الصياغة العملية هي بمثابة الوثيقة المحررة للحقوق والواجبات بمعناها الأعم والأشمل.. واليوم الوطني فرصة للوطن ليقف ويراجع ويقيم الأداء للوزارات والمصالح والأنظمة والمتغيرات والمستجدات.. لا أن يكون فرصة للإعلام الخاوي المكرور الذي مللنا منه.. والذي لا يضيف في حياتنا شيئاً وكأنه في كل أحواله يقول: (تمام أفندم). وقفة صادقة للوطن - أحبتي - فنحن بحاجة للوقفة الصادقة).

الثبيتي: تجاوز المثقفين لخلافاتهم لبنة بناء في صرح الوطن!

الشاعر الأستاذ قليل الثبيتي عضو نادي الطائف الأدبي قال: (في كل عام تتجدد ذكرى غالية على نفوسنا وتتكرر مناسبة عظيمة على كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن المعطاء. وطن العز والنماء, وطن التطور والبناء. تلك هي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية. في يومنا الوطني نسعد كثيرا ونحن نلمس ما وصل إليه هذا الوطن من تقدم وازدهار في شتى المجالات، لذلك نجد أن اليوم الوطني يعد مناسبة عظيمة نشعر من خلالها بما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من جهود جبارة في سبيل تحقيق تقدم هذا الوطن وازدهاره، فكل الملوك الذين تعاقبوا على قيادة هذا الوطن حققوا إنجازات عظيمة وتتجسد عظمتها في أنها إنجازات تكمل بعضها، كم نحن سعداء ونحن نرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ينطلق من حيث وصل أسلافه العظماء الأفذاذ في بناء هذا البلد فبدأ بالعفو وتحسين أوضاع المواطنين المعيشية وأخذ في بناء مشروعاته الإنمائية الكبيرة التي تشي بمستقبل واعد وإنجازات لم يسبقه إليها أحد وفي مقدمتها تحقيق التلاحم بين الحكومة والشعب من خلال بناء منهج حضاري يقوم على مبدأ الحوار وروح الإنسانية بعيدا عن سياسات القمع والاستبداد.

في يومنا الوطني حري بنا أن نقف أمام أنفسنا كلٌُُ في مجاله فننظر إلى إسهاماتنا في سبيل بناء هذا الوطن. هل توازي حبه في قلوبنا؟ هل ترضي تطلعاتنا؟ هل حققنا ما يصبو إليه ولاة أمرنا؟ إننا طبقة المثقفين يقع علينا العبء الأكبر في خدمة وطننا الحبيب، إنّ خير ما نقدمه لهذا الوطن هو لب أفكارنا وخمائر عقولنا حتى نسمو به عاليا ونمضي به إلى حيث يستحق من ارتقاء ورفعة. نتطلع نحن المثقفين في هذا اليوم الغالي إلى أن تتوحد كلمتنا وتتضافر جهودنا وتذوب الفوارق بيننا. فلا نستطيع بناء وطن وتحقيق إنجاز وقلوبنا شتى ونحن أعداء أنفسنا. إننا في هذا الوطن - والحمد لله - ندين بدين التسامح ونحتكم إلى شرع الله ومساجدنا - ولله الحمد - في هذا الشهر المبارك تزهو بالمصلين من مختلف الأطياف الثقافية لذلك أتمنى أن يكون المثقف السعودي فوق شبهات التصنيف لا نريد أن نصم أحداً بالعلمانية أو الليبرالية حتى وإن أتفق معها في جانب من جوانبها الفكرية ولكنه حتما يخالفها منهجاً وتطبيقاً. كما لا نريد أن نتهم أحداً بإقصائنا وتهميش أفكارنا ونلبسه تهمة السعي إلى إقامة الوصاية علينا. إننا نختلف والاختلاف رحمة وقد دأب على ذلك علماء أفذاذ قبلنا فلنا فيهم القدوة الحسنة. إن أقل ما يمكن أن يقدمه المثقف لهذا الوطن وفي مناسبة عظيمة كهذه هو استيعاب غيره من المثقفين وتقبل أرائهم بعيداً عن روح التعصب والتطرف. إن المثقفين إذا ما التمّ شملهم وتجاوزوا خلافاتهم فإنهم بذلك يضيفون لبنة بناء تزين صرح هذا الوطن الشامخ وهذا أقل ما يمكن أن يقدمه أصحاب الأقلام المخلصة والعقول النيرة كهدية لوطن أعطى الكثير وما زال يعطي حتى أصبحنا نعيش في رفاهية ورخاء. إن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه كتعبير عن انتماء لوطن عزنا ورفعنا إلى منازل عليا. إن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه كسمة ولاء لحكومتنا الرشيدة التي أعطت بلا من وعملت بلا حدود).

القاضي: إجازة يوم وبرامج فضائية لا تكفي الوطن في عرسه!

القاص الأستاذ أحمد القاضي عضو النادي الأدبي بجازان جاءت مشاركته على النحو التالي: (يرفرف العلم كل صباح عازفا سيمفونيات الوحدة العظيمة التي سطرت نقلة زمنية لكل سكان الجزيرة والعالم. الحكاية من أولها تجعلك مذهولا وعندما تمشي في تفاصيل الحكاية تلاحظ الإعجاز الملحمي لبشر قليلين صنعوا معجزة التطوير التي حافظوا فيها على سلامة الروح والجسد ونقلوا الحجر للشموخ كما هي خطط نقل البشر للشموخ نفسه. هناك عشرات السنين من الرصيد وعشرات السنين من المعاناة والآن نعيش الرفاه الاقتصادي المحدود والقادم أكبر بحول الله ولكن السؤال هو كيف يعم الرفاه كل المواطنين؟ يجب أن نقرأ خطط التطوير للشرق والغرب حتى ننتقل من الفخر بالماضي للفخر بالحاضر وكيف نزاوج بين قيمة البشر وقيمة المادة ونجعل البشر المتواجدين تحت رفرفة العلم يتسامون لشموخ العلم.

الأسئلة كثيرة والاحتفاء أكبر لأن هذا اليوم لا تكفيه إجازة من دوام أو برامج تثقيفية في القنوات العربية أو المحلية كما لا تكفيه كم الرسائل المهنئة أو عبارات الإطراء. يلزمنا بعد خطط شاملة، يلزمنا استشعار هذا اليوم أن نجعله كرنفال يتحقق على يديه كرامة الإنسان وحقوقه السامية وتساوي الفرص والخروج به من الهم الحياتي المعاش المطحون تحت وطئته المئات ليشعر الجميع بكرنفال العزة والكرامة كيما يعيشها الضعيف قبل القوي والأمي قبل المتعلم والصغير قبل الكبير. هذا اليوم الوطني يستحق منا أن نحمله على أكتافنا ونغسله بالحب ليعيش مدللا أبد الدهر).

فيصل العتيبي: عودة طلائع المبتعثين دلالة على التوظيف الأمثل للطفرة البترولية!

الدكتور فيصل بن عبد الله العتيبي أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي والتنمية المساعد والكاتب الصحفي قال: (يظل اليوم الوطني حدثاً يترقبه الجميع من أبناء هذا الوطن، من مثقفين ومفكرين ومواطنين، يوم نرصد فيه ما تحقق من أحلامنا على مدار عام كامل.

ولعل أبرز ما تحقق من هذه الأحلام عودة الطلائع الأولى من أبنائنا المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والتي تشير لنجاح الاستفادة من عائدات الطفرة البترولية في تنمية العنصر البشري الذي هو عماد التنمية في كثير من التجارب الناجحة.

وكذلك افتتاح العديد من الكليات والجامعات التخصصية ذات الخطط الطموحة في توطين المعرفة بكافة أشكالها على هذه الأرض التي طالما أعطت الكثير لأبنائها وشعبها، وإيصالها إلى العديد من أبناؤنا في المدن الصغيرة تحقيقا لعدالة العطاء.

لذا فإن جل ما يتمناه المواطن الحصيف وهو يرى هذه الإنجازات المتوالية تتحول من حلم صعب المنال في ما مضى إلى حقيقة سهلة الوصول، أن تستمر هذه الخطوات المباركة في دعم مسيرة التنمية التعليمية للوصول إلى أقصى أشكال الاستفادة من الخبرات الدولية في دعم المورد البشري بما ينعكس على مستقبل الوطن بالخير والرفاه.

وأن تجند كل الطاقات المتوافرة لدينا نحو تحقيق هذا الهدف السامي وإزالة كل المعوقات التي تعيقه، مستفيدين من حدث اليوم الوطني كحافز على التقدم بخطى واثقة من عام لآخر، في رصد ما تم إنجازه).

أحياك يا وطني

شعر: قليل محمد الثبيتي

وطني جنيتك فيض من وجداني

في كل حبة رمل قد تلقاني

حباً زرعتك في دمي ريحانةً

هطلت عليّ بوارف الأغصان

أحياك يا وطني شموخاً كلما

لمعت بوجهك عزة الأوطان

وتلألأ البيتان ينثال التقى منها

وتسمو الأرض بالإيمان

دبت إليك شفاف أفئدة الملا

لتفوح بين يديك بالقرآن

عسفتك مجداً كف صقر عروبة

ضمت هزيعك أعين السلطان

أسقتك أثداء السحائب أمةً

عقدتك فخراً فوق كل لسان

وطني إذا ما الدهر قام مؤخراً

سيقول إنك تاج للبلدان

أزهقت للإرهاب روح حقيقة

فمضت إليك تئن بالإذعان

وطني ألفتك في السماء سحابة

تهمي بعشق كرامة الإنسان

جمعت بنوك صهيل كل قبيلة

لتكون صفاًً فيك كالبنيان

يحميك في الأحداق عزف سيوفهم

عن كل سهم غائر وسنان

يشدو بنصرك صوت كل قصيدة

تختال فيك بأعذب الألحان

يقتات وقع خطاك دفق عوالم

ثقفتك أمواجا من الفرسان

كم كنت يا وطني نهارا ساطعا

ما كنت ليلاً معتم الأركان


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد