Al Jazirah NewsPaper Friday  26/09/2008 G Issue 13147
الجمعة 26 رمضان 1429   العدد  13147
جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية تشجيعٌ لأعظم تشريع
د. سعد بن محمد الفياض

تأتي جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية؛ بفروعها الثلاثة (جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة - جائزة نايف بن عبد العزيز التقديرية لخدمة السنة النبوية - جائزة نايف بن عبد العزيز لحفظ الحديث النبوي -) دليل على المكانة التي تتبوؤها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتقدير العظيم لدى ولاة أمرنا - حفظهم الله - وذلك باعتبارها المصدر الثاني من مصادر التشريع لهذه البلاد المملكة العربية السعودية بعد القرآن الكريم والدستور التي تحتكم إليه وتتعامل على ضوئه؛ تلك الجائزة التي تأسست وفق الأمر السامي الكريم بتاريخ 29-5-1423هـ والتي تحمل اسم نايف بن عبد العزيز آل سعود ومقرها المدينة المنورة لتكون منطلقا تنطلق من خلاله هدى السنة، ونورها وخيرها، وبركتها وعلمها ودعوتها؛ تنطلق من هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي، ومأوى أفئدة المسلمين، وقبلتهم إلى أرجاء العالم الإسلامي تلك السُنة النبوية، والسيرة العطرة لأفضل الأنبياء والمرسلين ؛والتي ستظل الرصيد التاريخي الأول الذي يستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة النبوة، وحملة مشاعل العقيدة زاد مسيرها، وعناصر بقائها، وأصول امتدادها؛ وإذا كانت الأمة مضطرة لمعرفة سيرة نبيها، وهديه وخلقه فإنها في هذا الوقت أشد حاجة! فلا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا وفي الآخرة إلا بمعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بها فالضرورة إليها أعظم من ضرورة البدن إلى روحه، والعين إلى نورها، والروح لحياتها؛ فالسنة النبوية وحي الله عز وجل على رسوله تبين القرآن، وتشرح معانيه وتفصل إيجازه؛ والأمة لا تزال بخير ما تمسكت بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً؛ وما هذه الجائزة إلا دعوة صادقة لبيان مكانة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعظم شأنها من خلال تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها وإذكاء روح التنافس العلمي المؤصل بين الباحثين، وإبراز محاسن الدين الإسلامي وأنه صالح لكل زمان ومكان، وإن في سنته صلى الله عليه وسلم العلاج لكثير من قضايا العالم الإسلامي.. وما الدعم المادي لهذه المسابقة والمتابعة والإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لها إلا دليل على عظم الاهتمام بنشر سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الناشئة والشباب وربطهم بها وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها والإسهام في تربية شباب الأمة على حب النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة أخلاقه وآدابه ومعاملاته مع جميع الناس بل والكائنات كلها من خلال البحث العلمي، والحفظ المتقن لمتونها وتخريجاتها {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} فنسأل الله أن يوفق القائمين على الجائزة لكل خير وأن يكلل الجهود ويبارك في المساعي وأن يجزي لهم الأجر والمثوبة في الآخرة.فنحن بحاجة ماسة لمثل هذه المسابقات الجادة التي تخدم السنة النبوية وبحوثها, وتنشر خيرها وتعرّف العالم بهدي سماحتها وعظيم يسرها.



Saad.alfayyadh@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد