1- الخبرة السلبية السابقة:
وهي أول وأكثر الأسباب في المشكلات النفسية، وهي لا تؤثّر في الشخص البالغ أو الزوجين فقط، وإنما تؤثّر على الأبناء أيضاً، فالأحداث الماضية تؤثّر أحياناً على السلوك المستقبلي، كذلك الحال بالنسبة لمشكلة التبول اللا إرادي التي قد يصاب بها الطفل، فلو أننا بحثنا عن سببها لوجدنا أن فيها جانباً عضوياً، وآخر نفسياً ناتجاً عن الخبرة السلبية السابقة، فقد يكون سوء العلاقة بين الأبوين سبباً أو تحريض الأب على أمه أو العكس، وبالتالي يؤثّر ذلك على الطفل مستقبلاً بأن ينقل هذه الخبرة إلى أسرته وفي معاملته مع زوجته.
2- المعلومات المضلّلة:
فالمعلومات الخاطئة تلعب دوراً كبيراً في حدوث الأمراض النفسية ونسميها السموم، فقد أثبتت الدراسات الغربية أن المعلومات التي قد نتلقاها من الأفراد أو من وسائل الإعلام يكون لها أثر كبير على حياتنا، فمن المعلومات الخاطئة التي قد تعترض الزوجين أن هناك بعض الأمراض يتم تشخيصها تشخيصاً خاطئاً فعلى سبيل المثال:
زار رجل أحد الأطباء النفسيين قائلاً: لقد حدث خلاف بيني وبين زوجتي والسبب أن زوجتي تصف ابنتي بالغبية فقلت لها، لا تستخدمي هذه الكلمة في بيتي، فقالت لي: إن ابنتك بطيئة الفهم ولا تستوعب المعلومات بسرعة، فقلت لها من أخبرك بذلك، فقالت: الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة قالت لي إن ابنتك فهمها بطيء وتحتاج إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان ذلك في الأسبوع الأول للدراسة، فقال له الطبيب: أريدك أن تحضر أنت وزوجتك وتحضر الطفلة معكما، فحضروا وقام الطبيب بإجراء اختبار ذكاء للطفلة وكان عمرها في ذلك الوقت ست سنوات وأربعة شهور، وتبيّن من نتيجة الاختبار أن عمر الطفلة العقلي سبع سنوات وسبعة أشهور وبالتالي فإن عمرها العقلي أكبر من عمرها الزمني، وشرح ووضح ذلك لهم، فتغيّرت نظرة الأم عن ذكاء ابنتها وأصبحت تدرس لها بطريقة تناسب عقلها وفي آخر العام دعيت من طرفهم وذهبت وإذا بالطفلة هي الأولى على الصف وبالتالي تبيّن أن ما قالته الأخصائية للأم كان معلومات غير صحيحة؛ لذلك لا بد أن نتأكد من مصدر المعلومة وهل تمت دراستها، لأنه ليست كل معلومة دون دراسة تكون صحيحة وحتمية, وذلك في أي مجال حتى في الدراسات النفسية ليس هناك شيء حتمي أو دقيق مائة في المائة، وإنما هي تشخيصات وبحوث قد تصيب وقد تخطئ.
3 - توريث الطباع:
والمقصود بها الاستنساخ الاجتماعي أي ما ينقله الآباء إلى الأبناء، فالأب الذي يكون شديد الطباع في معاملة أبنائه فسوف يصبح أبناؤه صورة طبق الأصل منه، أو في بعض الأحيان يكونون صورة معاكسة، وكذلك الأب الشكاك يكون أبناؤه دائماً شكاكين، فتربية الأبوين لها دور كبير في التأثير على حياة الطفل المستقبلية، ولهذا نقول إن مشكلة الطفل هي ردة فعل عما يراه داخل الأسرة، فلو كان الأب يشكو من سلوك ابنه فلا بد أن ينظر إلى المصدر أو السبب ويعالجه.
4- أسر الماضي:
في علم النفس الناس لديهم ثلاثة أنواع من الأدوار قد يقومون بها، ولكنها غير صحيحة، وهناك نوع واحد صحيح، وهي كالتالي:
1- هناك من يفكر في الماضي.
2- هناك من يفكر في الحاضر.
3- هناك من يفكر في المستقبل.
فالذين يعانون من اكتئاب دائماً يفكرون في الماضي وهم عادة مكتئبون ولا يتذكرون إلا الأحداث السلبية الماضية، فالإنسان الذي يفكر دائماً في الماضي ويعيش حياته في اكتئاب بسبب ذلك لديه خلل في الدور ما لم يتغير.
وبالنسبة لمن يعيش في حاضره دون أن يفكر في المستقبل أو يستفيد من تجاربه في الماضي، أي يعيش يومه فقط، هذا أيضاً إنسان لديه خلل في الدور وليس سوياً.
كذلك الحال بالنسبة لمن يعيش حياته قلقاً على مستقبله متخوّفاً على حياة أسرته وأولاده، هذا يعاني أيضاً من الخلل في الدور.