كثيراً ما تأتينا فرص الاحتكاك بنساء على غير ملتنا قدمن لبلدنا لأي سبب كان.. وقليلاً ما تستغل تلك الفرص لدعوتهن للإسلام.. بل ترتكب بعض النساء أخطاء فادحة عندما تقابل إحدى الوافدات. فتمطرها بأسئلة تدور حول ما واجهها من صعوبات في ترويض نفسها لتتعامل مع الضوابط والأطر التي تحف المسلمة في بلادنا.
فطبيعي أن تكون الإجابة منطوية على عدم الرضى لأن تلك الوافدة لا تدين بالإسلام ولم يستقر في سويداء قلبها ويضخ أوامره في عروقها لتجد حلاوة التطبيق، لكن غير الطبيعي أن تطأطئ ابنة الإسلام رأسها أسفاً وخجلاً من تلك الإجابة. وتتقاسم مع تلك الوافدة هول الصدمة من واقع المرأة كما زعمت!! وما علمت أختنا أن أولئك الوافدات خلفهن نساء يبذلن قصارى جهدهن لنشر ديانتهن، يهجرن الوطن حيث القفار النائية وتحت لهيب الشمس الحارقة يبذلن المال والجهد والعمر، ويتنازلن عن مباهج الدنيا لنشر ملتهن ونحن من بيننا من لا يحمل هم الدعوة لله، وتفرط بالفضل المترتب على ذلك، التي قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
لِمَ لا تستفيد من تلك الفرص بالدعوة للإسلام وتبين عظمته وتركز على ما قدم للمرأة، وكيف نقلها من هامش الحياة إلى متنها ليقرئ العالم بأسره عن مكانتها، وكيف حفظ لها حقوقها في آيات تتلى آناء الليل وأطرف النهار؟ لِمَ لا تتحدث عن قيمة تلك الضوابط والأطر التي حفظتها وصانت كرامتها من الابتذال.. والمؤسف في الأمر أيضاً أن تكون تلك الوافدة على قاب قوسين أو أدنى من الدخول في الإسلام لكن تتلقفها أختنا وتثبطها وتضلها عن الطريق.
بريدة