مشروعان تطوعيان مختلفان في فكرتهما، متفقان في نبل أهدافهما، وغايتهما الجميلة، المشروع الأول قيام ثلاث فتيات سعوديات بتنظيم معرض خيري عن الحجاب، يهدف إلى إبراز سماحة الإسلام، وتغيير الصورة النمطية عن الحجاب، وعن المرأة السعودية، مع تخصيص جزء من ريعه ودخله لصالح جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بجدة، وسيدعى لهذا المعرض العام العديد من غير المسلمات حتى تتحقق الفوائد المرجوة من تنظيم المعرض.
والمشروع الآخر الجميل، تطوع مائة شاب وشابة في محافظة جدة خلال الفترة من 4-20 رمضان، للعمل على نظافة المساجد ومرافقها، بما في ذلك دورات المياه - أعزكم الله -، وهذا المشروع ينفذ للعام الثاني على التوالي، وبعد نجاحه نفذ هذا العام، وعلى نطاق واسع، وبمشاركة مائة شاب وشابة، جمعهم حب العمل الخيري، والرغبة في التطوع، ولم يأبه هؤلاء للمثبطين والمثبطات في المرة الأولى، بل جعلوا ذلك وقوداً وطاقة تزيد من إصرارهم ورغبتهم في مواصلة العمل، وتحقق لهم المراد في تنفيذ الفكرة التي نالت إعجاب من يقدرون الأعمال الجميلة، والأفكار النيرة، والهمم العالية، وتقدير المجتمع لهذا الجيل الذي يرغب في خدمة دينه وبلاده، والعناية بأطهر الأماكن، وأحب البقاع إلى الله (بيوت الله).
وإذا كانوا يقولون (جدة غير) فإن هذه الأعمال تؤكد أيضاً أن (جدة غير)، بتميزها الدائم حتى في مشروعات العمل الخيري التطوعي، الذي بدأ في محافظة جدة، وهو مشروع (المساجد المتنقلة)، وهي سيارة يتم تجهيزها بالفرش ومكبرات الصوت ومياه للوضوء، وتتخذ من المواقع التي يرتادها الناس بكثرة كالكورنيش، ولا يوجد بها مساجد، يتخذونها مواقع لأداء بعض الصلوات.
الشباب والشابات طاقة وحيوية وهمم عالية، لديهم الرغبة والحماس للعمل الخيري والتطوعي، وهي سمة غالبة في مجتمعنا - ولله الحمد - من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، ولكن كيف نستفيد من طاقات الشباب، ورغبتهم في عمل الخير، وتوظيف هذه الهمة والرغبة في أعمال إيجابية، قبل أن يحتويها آخرون، ويوجهونها توجيهاً سلبياً - لا سمح الله -.
لقد كانت الجامعات، والأندية، والمراكز الصيفية في مختلف مناطق المملكة تنفذ مشاريع تطوعية للشباب، كالمساهمة في نظافة البراري والمنتزهات، وحملات النظافة، وأسبوع الشجرة، وأسبوع المساجد، وأسابيع المرور، لكن هذه الأعمال كحال الأسابيع تنشط في يوم أو يومين وتخمد بقية العام.
وأتمنى من الجهات المعنية بالأعمال الخدمية، والجهات المهتمة بأمور الشباب أيضاً، أن تتضافر جهودهم جميعاً في توظيف طاقات الشباب، وحماسهم، ورغبتهم في العمل الخيري، لخدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، وتشجيعهم مادياً ومعنوياً، وتقديرهم معنوياً من الجهات المسؤولة، وإبراز هذه الجهود إعلامياً.
إن جميع الدول تستفيد خلال المواسم والمهرجانات من الشباب والشابات المتطوعين للعمل في خدمة بلدانهم، وأقرب مثال على ذلك ما حدث في دورة الألعاب الأولمبية في الصين، فقد تطوع مليون شخص، وخصوصاً ممن يجيدون اللغة الإنجليزية، في خدمة الرياضيين الذين وفدوا على الصين، وعملوا أعمالاً خدمية بسيطة خدمة لبلادهم، وليس أبناؤنا وبناتنا بأقل همة وإخلاصاً وحماساً وحباً لوطنهم ودينهم من غيرهم، واسألوا أبناء وبنات محافظة جدة.
alomari1420@yahoo.com