اليوم الوطني للمملكة هو دلالة لمناسبة تاريخية بالغة الأهمية، وهي إطلاق اسم المملكة العربية السعودية على المناطق التي وحدها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله ورجاله المخلصون في العام 1351هـ الموافق 1932م في ملحمة بطولية سجلها التاريخ بأحرف من نور، معلناً بذلك ميلاد دولتنا الفتية، وواضعاً حجر الأساس لدولة أسست على مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء كمرتكز في كل توجهاتها المستمدة من كتاب الله القويم وسنة نبيه الكريم، ومن ثم شرع الملك المؤسس في وضع اللبنات الأولى لمقومات الدولة بمستلزماتها الإدارية من تشريعات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنشاء أجهزتها المختلفة ليهيئها لذلك للاطلاع بدورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي ولتطلع بالدور الذي شرفها الله به من رعاية للحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام ونشر لتعاليم الإسلام وترسيخ مبادئه من أجل خير الإنسانية جمعاء..
وهذا اليوم التاريخي المشهود يجسد ملحمة مسيرة طويلة من البذل والعطاء من أجل بناء نهضة شاملة تقوم دعائمها على أسس من التخطيط السليم وبسط العدل والأمن الشامل في ربوع مملكتنا الحبيبة.. وتمضي بنا السنوات والخير يتنامى بفضل الله ثم بفضل جهود أبناء الملك عبدالعزيز الميامين الذين خلفوه في الحكم فحملوا الأمانة بصبر الرجال وحنكة الحكماء وورع العلماء، فتحققت تحت رعايتهم الكريمة العديد من الإنجازات الكبيرة والتطور المتلاحق والنهضة المتوازنة التي وضعت المملكة في مصاف القوى الاقتصادية المنتجة والفاعلة، ومكنت بذلك مواطنيها من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما أنجز وتحقق من رعاية وعناية بالمؤسسات التعليمية بكل مراحلها وخصوصاً في جانب العلوم والتقنية، وعلى صعيد العلاقات المتوازنة الحكيمة للمملكة كان لمبادرات المملكة في رأب الصدع وفض النزاعات ولم شمل المسلمين والوقوف بجانبهم في كل المحافل وعند الأزمات ما جعل المملكة مثلاً يحتذى به، وقبلة تتلاقى عندها أفئدة الشعوب المسلمة من كل بقاع العالم.
ونحن نحتفل بهذا اليوم المبارك ونقرأ صفحات من تاريخ أمتنا المشرق لنستلهم عبر الماضي في الصبر والبذل والوفاء والإخلاص، ونستشرق آفاق المستقبل الواعد بكل خير ونماء، ونشمر السواعد بشحذ الهمم لبلوغ تلك الأهداف وتحقيق الطموحات الغالية مواصلة لمسيرة الخير القاصدة إلى رفعة الوطن وخير المواطنين.
وبهذه المناسبة العظيمة.. نتشرف بالرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز (حفظه الله) ولحكومتنا الرشيدة وللمواطنين الأوفياء بأسمى آيات التهاني والتبريكات سائلين المولى عز وجل أن يبارك في سعي مليكنا المحبوب وحكومته الرشيدة لتحقيق ما يصبون إليه من رفعة لشأن البلاد وتحقيق الخير لمواطنيهم، ونسأله تعالى أن يجنب بلادنا كيد المتربصين، وأن يعيد علينا أمثال هذا اليوم المبارك وبلادنا ترفل في نعمة الأمن والاستقرار والرقي والازدهار.
(*) وكيل جامعة الملك عبدالعزيز