الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية والتي تسعى من خلالها إلى الذود عن حياض الأمن القومي العربي والإسلامي ليست بالجديدة على السياسة الخارجية السعودية التي جعلت هذا الأمر من أولوياتها ومبادئها الأساسية, وكان آخر هذا الجهد والمنافحة طلب المملكة عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة آفة الاستيطان الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية يوماً بعد يوم, حسب ما يخطط لها المتطرفون الصهاينة, ويعرقل كافة الجهود والآمال السلمية في القضية الفلسطينية والشرق الأوسط بشكل عام.
كما أن هذا الجهد السعودي ليس ضارباً بالبرغماتية حيث يكون ذا منطلق عربي وإسلامي فقط بل انه يتعدى ذلك إلى فضاء الانسانية بشكل عام من أجل تحقيق معايير السلام العادل والشامل بالمنطقة واحلال مقومات الاستقرار بدلاً من عناصر السخونة والتوتر التي تخدم اغراض ومصالح الكثير من راغبي الفوضى والانفلات في المنطقة, هذه العقلانية والعمل المستمر يجب ان تقابل بجهد مماثل من قبل صناع القرار الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الوجه المقبول لدى الإسرائيليين ويقبل عليها ساسة تل أبيب كلما تمخض حراكهم السياسي عن نخب جديدة تقافزت إلى مراكز الحكم ولو كان مؤقتاً كما هو في الوضع الحالي بعد انتخابات حزب كاديما, وقد علمتنا تجارب التاريخ مع الإسرائيليين انهم لا ينصاعون إلى أرباب نعمتهم في واشنطن وان الأمريكيين وإن كانوا شحيحين في توظيف دورهم بالضغط على الإسرائيليين فإنهم يوظفونه متى كان ذلك مطلوباً من وجهة نظرهم وخدمة لمصالحهم المتأرجحة في المنطقة, وهذا ما يقود إلى اعتقاد أن عملية السلام وجهود ارساء دعائمه قد أضحت خاضعة إلى نفعية السياسة الخارجية للدول الكبرى سواء في مجلس الأمن أو خارجه وهو الأمر الذي إن استمر فقل على عملية السلام وطموحاته.. السلام..
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244