الجزيرة- نواف الفقير:
أطلقت المملكة مبادرة لإنشاء صندوق لـ(أوبك) حجمه مليار دولار وعرضت تقديم قروض ميسرة بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة عن طريق قروض ميسرة من الصندوق السعودي للتنمية لتمويل مشروعات تساعد الدول النامية من الحصول على الطاقة وتمويل المشروعات التنموية التي تحتاجها، وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الذي أعلن إطلاق مبادرة الطاقة من أجل الفقراء خلال اجتماع الطاقة الذي عقد في جدة وذلك بهدف تمكين الدول النامية من مواجهة تكاليف الطاقة المتزايدة إيمانا منها بدورها التاريخي في مجال الطاقة وأهمية التعاون الدولي في شؤون الطاقة، وإدراكاً لضرورة مساعدة الشعوب الفقيرة في هذه الظروف الصعبة التي تعاني فيها من ارتفاع كل السلع، وخصوصاً السلع الغذائية.
وقد أوضح المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية استعداد بلاده لضخ أكثر من 9.7 مليون برميل يومياً خلال بقية العام الحالي إذا كان هناك ما يستدعي ذلك واعتزامها استثمار 129 مليار دولار في قطاع الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وطالب خادم الحرمين من ممثلي الدول المشاركة في الاجتماع تكوين مجموعة عمل من الدول والمنظمات تحت مظلة الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي، تكون معنية بمتابعة التوصيات التي سيصدرها هذا المؤتمر وتنفيذها، ومراقبة التطورات في سوق النفط وأعلن عن استعداد السعودية لدعم مجموعة العمل هذه بالإمكانات البشرية والمادية كل حتى تتمكن من القيام بمهمتها بنجاح.
وقال: ( في هذه الساعة الحرجة يجب أن يرتفع المجتمع الدولي إلى مستوى المسؤولية، وأن يكون التعاون هو حجر الأساس في أي مجهود، وأن نكون جميعاً في نظرتنا إلى الحاضر والمستقبل أصحاب رؤية إنسانية عميقة شاملة تتحرر من الأنانية الضيقة وتسمو إلى آفاق الإخاء والتكافل وفي هذا وحده سر النجاح).
وأكد خادم الحرمين أن الدعوة لم تأت من فراغ ولم تنبع من العدم، مشيراً إلى أن سياسة المملكة منذ قيام منظمة (أوبك) قائمة على تبني سعر عادل للنفط لا يضر المنتجين ولا المستهلكين، وحريصة على مصلحة العالم كله قدر الحرص على المصلحة الوطنية، وقال: (قد لقينا بسبب هذه السياسة الكثير من الهجوم ورضينا بالكثير من الأذى). مشيراً إلى أنه انطلاقاً من هذه السياسة قمنا ولا نزال بتخصيص جزء كبير من دخلنا للمساعدات التنموية، وانطلاقاً من السياسة نفسها قمنا خلال الأشهر القليلة الماضية برفع إنتاجنا اليومي من النفط من 9 ملايين برميل إلى 9.7 مليون برميل مع استعدادنا لتلبية أية احتياجات إضافية في المستقبل).
كما أكد أن هناك مجموعة من العوامل وراء الارتفاع السريع غير المبرر لسعر النفط في الآونة الأخيرة، منها عبث المضاربين بالسوق في سبيل مصالح (أنانية)، ومنها زيادة الاستهلاك في عدد من الاقتصاديات الصاعدة، ومنها الضرائب المتزايدة على النفط في عدد من الدول المستهلكة، وعلى الرغم من هذه الحقائق وعلى الرغم من أن أوبك لم تصدر قراراً ب(التسعير) منذ عقود طويلة وتركت مسألة السعر للسوق وعلى الرغم من أنها حرصت على تلبية الطلب المتزايد إلا أننا نجد من يشير بأصابع الاتهام إلى أوبك وحدها). مشيراً إلى أنه (في ضوء ذلك تتضح المهمة الكبيرة وهي كشف اللثام عن وجه الحقيقة)، وقال: (مهمتكم هي أن تستبعدوا الأقاويل والإشاعات المغرضة وأن تصلوا إلى الأسباب الحقيقة الكامنة وراء ارتفاع السعر وكيفية التعامل معها وأن يكون ذلك بوضوح وشفافية، وأن تعرض النتائج على شعوب الدنيا كلها حتى لا يؤخذ البريء بجريرة المسيء وبحيث لا يصح إلا الصحيح).