في هذا اليوم المبارك 23 رمضان 1429هـ الموافق 23 سبتمبر 2008م يصادف اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.. ففي سنة 1351هـ - 1932م تم الإعلان فيها رسمياً عن توحيد بلادنا الغالية.
وبهذه المناسبة يسرني أن أتقدم بصادق التهنئة والولاء والإخلاص لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ويسرني أيضاً أن أهنئ الشعب السعودي الوفي بهذه المناسبة.
وعندما نتذكّر هذه المناسبة العزيزة، فإننا نستشعر أهميتها لدى كل مواطن سعودي ينتمي لهذه البلاد المباركة، وعندما تمر الذكرى التاريخية العظيمة، لا بد أن نتذكّر ونترحّم على صانع الوحدة والمجد الملك العظيم مؤسس وموحِّد وباني هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود الذي وحّد البلاد بعد التشرذم والاقتتال والانقسام والضعف، وكانت البلاد قبل عهد الملك عبد العزيز تعيش حالة متردية على جميع المستويات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ونحن نستشعر معنى وقيمة هذا اليوم الذي تم فيه توحيد البلاد على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز، فإننا ندرك أنّ هذا لم يتم إلاّ بخوض معارك التوحيد وبجهود عظيمة جبارة وبتضحيات وكفاح متواصل استمر لمدة 32 عاماً.
فقد بدأ الملك عبد العزيز الخطوة الحاسمة الأولى على دروب الانتصارات نحو التأسيس والتوحيد، عندما قرر وخطط وبإمكاناته الذاتية وبمساندة من رجاله الأوفياء المخلصين باستعادة مُلك وحُكم آبائه وأجداده المجيد، وعلى الرغم من قلّة عدد أتباعه وصعوبة وخطورة الموقف العسكري، إلاّ أنه بإيمانه بالله واعتماده عليه، وإيمانه بالأهداف التي رسمها وبقدراته التخطيطية والقيادية الفذّة، وبمساندة من رجاله الأوفياء تم له النجاح والنصر بهجوم جريء تجلّت فيه شجاعة الملك عبد العزيز الفائقة وبراعته في التخطيط والتنفيذ.
وعندما استعاد الملك عبد العزيز الرياض سنة 1319هـ وضع اللبنة الأولى لتأسيس وبناء هذا الوطن، بناءً على الثوابت والمبادئ تأسست عليها الدولة السعودية الأولى، وهي تطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيم كتاب الله وسنّة رسوله، وتوحيد البلاد وتوفير الأمن والاستقرار.
وبعد استعادة الرياض قام الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتوحيد البلاد تدريجياً وخاض معارك الوحدة والتوحيد من دون كلل أو ملل، وحقق الانتصارات تلو الانتصارات والإنجازات تلو الإنجازات، ولم تكن مرحلة التأسيس والتوحيد سهلة، بل مليئة بالكفاح المتواصل والتضحيات والصبر والفداء من قِبل الملك عبد العزيز ورجاله الأوفياء المخصلين.
فلنا الحق جميعا بأن نفخر بما حقق الملك عبد العزيز من وحدة ومن إنجازات عظيمة خالدة ستبقى في أذهان شعبه - رحمه الله - وجزاه الله عن جميع شعبه خير الجزاء .
وبعد وفاة الملك عبد العزيز - رحمه الله - تولى المسئولية العظيمة من بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعاً - فكانوا - جميعهم - خير خلف لخير سلف فقادوا المسيرة بأمانة وإخلاص وساروا على نهج القائد المؤسِّس وتفانوا لخدمة الدين والوطن وأكملوا البناء وتغلّبوا على التحديات التي تموج بها أحداث العصر، فحافظوا على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها، وجنّبوا بلادهم الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعيشها معظم بلاد العالم، وعمّ الرخاء والازدهار والتقدم حتى صارت البلاد تعيش في أوج وأزهى عصورها في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز، فقد تقدمت البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقدماً عظيماً وتفوّقت في جميع الميادين حتى صارت تجاري أفضل الدول المتقدمة، وتم التركيز على بناء الوطن في كافة المجالات والحفاظ على مكتسباته وتعزيز الأمن والاستقرار وتوفير العيش الكريم للمواطن وعمل كل ما يمكن لأجل بناء الإنسان السعودي وتعليمه وتوفير جميع المتطلّبات التي تأخذ بيد جميع أبناء هذا الشعب نحو التقدم والازدهار، والأخذ بجميع وسائل الرقي والحضارة بما يوافق الثوابت التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، وهي الالتزام بتطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيم كتاب الله وسنّة رسوله.
وقد تبوأت المملكة العربية السعودية ولله الحمد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مركزاً متقدماً بين دول العالم سياسياً واقتصادياً وفي جميع الميادين وهي في نماء وتطور إن شاء الله، وأصبحت لها كلمتها على المستوى العالمي والإسلامي والعربي بما تملكه من ثقل ديني وسياسي واقتصادي، في العالم الإسلامي والدولي، وتم تحقيق الإنجازات المتتالية على كافة الصعد وهي من تقدم إلى تقدم ولله الحمد.. كل هذا يأتي بفضل الله ثم بفضل ما حباه الله لهذه البلاد من دين إسلامي قويم وأرض طاهرة ومقدسات إسلامية فيها مهبط الوحي التي انطلقت منها رسالة سيد البشر لكافة البشر، وما حباه الله من قيادة حكيمة تسعى دائماً لما فيه رفعة للدين والوطن والمواطن وما تملكه هذه البلاد من ثروات اقتصادية هائلة.
في النهاية أسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين.
ركن عمليات لواء الأمن الخاص الأول - الحرس الوطني