في يوم الوطن واجبنا نحن أبناء الوطن أن نتذكر بإجلالٍ وإكبارٍ جهاد المؤسّس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، الذي أسّس المملكة العربية السعودية ووصل بها إلى القمة بعد كفاحٍ وتضحيةٍ، ولكن الاستمرار في القمة يظل من أصعب الأمور، وهذا ما حافظ عليه أبناء المؤسّس البرَرة من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو وليِّ عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله)- والوطن مستمرّاً في القمة وتحقيق الإنجازات عاماً بعد عام في شتّى المجالات.

صقر الجزيرة ذلك الرجل الذي احتل بسيرته الخالدة والحافلة بالإنجازات والانتصارات مكاناً عظيماً يُشار إليه بالبنان، وفي مقولته الشهيرة: (لست ممن يتكؤون على سواعد الغير في النهوض والقيام، وإنما اتكالي على الله ثم على سواعدنا يتّكِئ الآخرون ويستندون - إن شاء الله) ما يجعله في مصافّ قِمَمِ الرّجال العظماء، وهكذا برز فجر جديد مع الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه) عندما انطلق من الكويت إلى الرياض ليضئ الدرب من جديد ويوقِظَ الأملَ في هذه الأرض يسانده في ذلك ما لأسرته من إرثٍ تاريخيٍ وسمعةٍ عطِرَةٍ على مدى قرون من الزمن وما تميَّز به كقائدٍ محنَّك من موهبة القيادة وفضائل الريادة التي شَهِد بها الداني والقاصي على السواء، وانعكست هذه الفضائل على الدولة الفتيّة، فحقق هدفه ووفر الأمن والأمان والحياة الطيبة لمن يعيش على ثراء هذا الوطن في جميع المجالات، ونأخذ منها على سبيل المثال لا الحصر ما تحقّق للقطاع الصحي في المملكة الذي حظي بدعمٍ لا محدودٍ من المؤسِّس الملك عبدالعزيز (طيّبَ الله ثراه) ومن بعده أبنائه البررة حتى أصبحت أرقى الخدمات الصحيَّة منتشرةً في أرجاء الوطن ومقصداً طبيّاً للمرضى، وأصبح أبناء هذا البلد ينافسون العالم ويتبوأون الصدارة في المجال الطبي وذلك وما تحقق من إنجاز في مجال مكافحة العمى في الأيام الماضية يأتي ضمن إنجازات تحقّقت وتتحقق كل يوم في المجال الطبي والصحي بفضل الله ثم الدعم اللاّمحدود من حكومتنا الرشيدة حيث كرّمت (الوكالة الدولية لمكافحة العمى) في مدينة (بوينيس إيرس) بالأرجنتين كلاً من صاحب السمو الملكي الأمير - عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود لإنجازاته في تفعيل مبادرة البصر وعرفاناً من الوكالة بجهود سموه في مكافحة العمى دولياً، ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع بمناسبة الحصول على (جائزة الشراكة العالمية لمكافحة العمى)؛ وذلك تقديراً من المجتمع الدولي لجهود وزارة الصحة في تبنّي العديد من برامج مكافحة الإعاقة البصرية ودورها المتمّيز في تبنّي استصدار القرارات الداعمة لمكافحة العمى على مدى الثلاث سنواتٍ الماضية في (منظمة الصحة العالمية)، وأيضاً الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الراجحي (جائزة الإنجاز العالمي) في مجال مكافحة العمى لجهوده ودوره الكبير في تطوير وتخطيط برامج مكافحة الإعاقة البصرية في إقليم شرق المتوسط، وخاصة لدوره في تنسيق الجهود الدولية لدعم استصدار قرارات (منظمة الصحة العالمية) الداعمة لإعطاء أولوية لبرامج مكافحة العمى في خطط عمل المنظمة خلال السنوات الثلاث السابقة.

وهكذا تستمر عجلة التقدّم وتستمِرُّ المملكة العربية السعودية في القمة، ونسأل الله عزّ وجلَّ أن يحفظَ لهذه البلادِ قائد مسيرتِها خادِم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وأن يديم الأمن والأمان والصحة والرخاء إنه سميع مجيب الدعاء.