المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
سجّل التاريخ الحديث بحروف من ذهب العناية الكبيرة والاهتمام الشامل والرعاية المتكاملة من أسرتنا الحاكمة - رعاها الله - بعمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد وجد هذان الحرمان جُلّ الاهتمام من قيادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حيث قاد أولى توسعات الحرمين الشريفين، وكانت هذه المشروعات في أولويات اهتماماته غفر الله له.
وحيث نعيش هذه الأيام الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني المجيد يسرنا في (الجزيرة) أن نلقي بعض الضوء على أبرز ملامح التوسعات التي تمت في الحرمين الشريفين خلال الحقبة التاريخية الماضية.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد استهل عهده الزاهر الميمون بإصدار توجيهاته الكريمة باستكمال مشروعات التوسعة في الحرمين الشريفين خلال زيارتيه لمكة المكرمة والمدينة المنورة في مستهل عهده - رعاه الله - حيث صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام.
أعلن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
وقال سموه إنَّ هذه التوسعة تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380 متراً تقريباً وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات. وأشار سموه إلى أن الموافقة الكريمة قضت بالبدء في نزع ملكيات العقارات الموجودة بالمنطقتين الشمالية والشمالية الغربية للحرم بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريباً.
وأوضح سمو الأمير متعب بن عبد العزيز أن اللجان المكلفة بتقدير العقارات ونزع الملكيات قد بدأت أعمالها، وأن الفرق الفنية المكلفة بالتنفيذ ستواصل أعمالها لإنجاز المشروع في الوقت المخطط له بمشيئة الله.
ووصف معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على توسعة الجهة الشمالية لساحات المسجد الحرام بأنها امتداد للرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل بالحرمين الشريفين من الملك المفدى.
وبيّن معاليه أن مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة سيكون ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبا؛ ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يُسر وسهولة.
كما تشرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - يوم السبت 21 - 5 - 1427هـ الموافق 17 - 6 - 2006م وخلال زيارته للمدينة المنورة بوضع حجر الأساس لاستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف بتكاليف إجمالية قدرها أربعة آلاف وسبعمائة مليون ريال، الذي وجّه بتنفيذه العام الماضي، والذي يتضمن توسعة الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف بمساحة إضافية تقدر بحوالي (35) ألف متر مربع، تستوعب أكثر من (70) ألف مصلى.
وقد قام خادم الحرمين الشريفين بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع ثم وضع حجر الأساس، كما اطلع على مجسم للمظلات المقترحة للمشروع، واطلع على نماذج تطويرية للمشاريع المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، كما اطلع على دراسة لتطوير المناطق الواقعة على الدائري الأول والدائري الأوسط التي ستنفذ على ثلاث مراحل، وتكلف مليارات الريالات.
واستمع إلى شرح من المهندس بكر بن لادن على خريطتين إحداهما قديمة والأخرى حديثة للمدينة المنورة، تبين النقلة الحضارية الكبيرة التي شهدتها المدينة المنورة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حتى هذا العهد الزاهر.
ثم شاهد - حفظه الله - عرضاً مرئياً يبيّن إنجازات لجنة تطوير المنطقة المركزية والرؤية المستقبلية للمنطقة المركزية لاستكمال تطوير المنطقة المركزية بالمدينة المنورة.
وقد تم فعلياً البدء في تنفيذ المشروع، وقد استفاد منه المصلون خلال شهر رمضان الحالي؛ حيث نفذت المرحلة الأولى من المشروع على أرفع المستويات.
وبعد هذه المقدمة التي لا بد منها كمدخل إلى هذا الموضوع المهم نتشرف بطرح هذه المعلومات عن اهتمامات قيادة هذه البلاد بتوسعة الحرمين الشريفين، وبالله التوفيق.
توسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بذة تاريخية عن الحرم المكي الشريف
لقد شهد المسجد الحرام العديد من جهود الخلفاء الراشدين وغيرهم؛ ففي عام 17 هجرية نفذ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول توسعة للمسجد الحرام، كما أنه أول من جعل للمسجد جداراً وأناره بالمصابيح. وفي عام 26 هجرية أدخل الخليفة الراشد عثمان بن عفان توسعة أخرى على المسجد، كما ساهم عدد من خلفاء بني أمية وخلفاء العصر العباسي في أحداث توسعة أخرى بالمسجد.
* التوسعة السعودية للحرم المكي
لقد بدأ الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله في الاهتمام بالحرم المكي الشريف، ففي عام 1344هـ صدرت تعليمات الملك عبد العزيز بترميم المسجد وإصلاح ما يجب إصلاحه وإنشاء مظلات واقية، كما وجّه - رحمه الله - بعمليات ترميم إضافية في عام 1354هـ، ثم كلف الملك عبد العزيز الشيخ محمد بن لادن بالبدء بوضع التصاميم اللازمة لتوسعة المسجد الحرام، وقد كانت التوسعة السعودية الأولى عام 1375هـ ونفذت على مراحل متعددة، ثم كانت التوسعة السعودية الثانية عام 1389هـ وقد بلغت الإضافات التي تمت خلال هذه المشروعات حوالي (171.000) متر مربع، وهو ما يعادل ستة أضعاف مساحة الرواق العثماني تقريباً.
عندما استلم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - زمام الحكم بذل جهده من خلال الموارد المتاحة آنذاك في العناية بالمسجد الحرام، ففي عام 1344هـ أمر - رحمه الله - بصيانة المسجد وإصلاحه، وفي عام 1346هـ أمر بترميم الأروقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم، بعد ذلك بسنوات تم تركيب مظلاّت تقي المصلين حرارة الشمس، وهو أول من أمر بتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر، كما أمر - رحمه الله - بتشكيل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم، كان من مهماتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته. وفي شعبان 1347هـ أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتجديد مصابيح الإضاءة التي بالمسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح. وفي 14 صفر 1373هـ عندما تم إدخال الكهرباء إلى مكة المكرمة أُنير المسجد الحرام، ووضعت فيه المراوح الكهربائية.
الملك سعود
وفي عهد الملك سعود - رحمه الله - تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل، شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم، مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تمت توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاوي يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400000 مُصلٍّ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم - عليه السلام - .
الملك فيصل
في عهد الملك فيصل - رحمه الله - تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة.
الملك فهد
يعد مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها في خدمة الإسلام والمسلمين وعقداً من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور.
وقد روعي في تنفيذ هذا المشروع أن يكون متميزاً من حيث التصميم والتنفيذ، وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف (356) ألف متر مربع بما في ذلك المساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك ( 152) ألف متر مربع ليتسع ل (770) ألف مُصلٍّ بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود (340) ألف مُصلٍّ. ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة، وأصبح مجموع المداخل العادية للحرم خمسة وأربعين مدخلاً، بالإضافة إلى أربع بوابات رئيسية، وعدد المآذن تسع مآذن، وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم، إضافة إلى السلالم العادية.
وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدي لتكييف الحرم، ويتم نقل المياه المبردة من هذه المحطة عبر أنابيب داخل نفق ممتد من الحرم إلى موقع المحطة حيث يتم ضخ هذه المياه المبردة الخاصة بالتكييف إلى مبنى التوسعة إذ تدخل هذه المياه إلى البدروم السفلي بالتوسعة الذي يشتمل على 102 مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء.
وتم الانتهاء من هذا المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزياً وتزويده بالفرش الفاخر وإضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الإمام بكل وضوح وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة في أرجاء الحرم، ولا يقتصر المشروع على إضافة هذا المبنى إلى مبنى الحرم الحالي فحسب وإنما يشتمل على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة فيها حيث نزعت ملكية العقارات الموجودة بها وأزيلت وتم تبليطها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالفرش الفاخر أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك لأداء الصلاة بها لتخفيف الزحام داخل الحرم المكي الشريف.
وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات أكثر من أربعين ألف متر مربع، وتستوعب أكثر من خمسة وستين ألف مُصلِّ في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة.
ويتضمن المشروع إنشاء نفق للسوق الصغير الذي يمتد من ميدان الشبيكة إلى أنفاق أجياد السد، والذي يفصل حركة المشاة عن حركة السيارات أمام المنطقة الواقعة أمام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبدالعزيز ليتمكن المصلون من الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي الشريف بكل يُسر وسهولة وكذلك الاستفادة من هذه الساحات لأداء الصلاة فيها.
وتم الانتهاء من هذا النفق الذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ستمائة وخمسين مليون ريال. كما تتضمن التوسعة تنفيذ عبارات خرسانية في منطقة ما حول الحرم المكي الشريف يتم تنفيذها بشكل دائري لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء وغير ذلك دون اللجوء إلى التكسير وذلك للحفاظ على جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخرسانية الموجودة تحت الأرض.
وهناك العديد من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة ومنها إنشاء ستة جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعي حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يُسر وسهولة ودون أي ازدحام أو مضايقة ومشروع تبريد مياه زمزم آلياً ومشروع استبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي وقت ليلاً ونهاراً كما تمت توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لاستيعاب أكبر عدد من الطائفين واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزة.
ومشروع تهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه.
التوسعة في عهد الملك فهد رحمه الله بالأرقام: -
- بلغت مساحة التوسعة الجديدة (76) ألف متر مربع، تتسع لأكثر من (190) ألف مُصل.
_ اشتمل المشروع أيضا على تحسين وتجهيز الساحات
الخارجية للمسجد للصلاة بمساحة إجمالية تبلغ (59) ألف متر مربع تتسع لأكثر من (130) ألف مُصلٍّ.
_ أصبحت مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة شاملة
سطح التوسعة والساحات الخارجية حوالي (361) ألف متر مربع تستوعب (730) ألف مُصلٍّ، وتصل في مواسم الحج والعمرة إلى مليون مُصلٍّ، وكانت مساحة المسجد قبل هذه التوسعة (193) ألف متر مربع تستوعب (410) آلاف مصل.
_ بلغ حجم الأعمال الإنشائية في المشروع 111.750 مترا
مكعبا من الخرسانة المسلحة و12.700 طن من الحديد، وتم إنشاء لبشة خرسانية بارتفاع 100 متر مصممة ضد الزلازل، كما روعي في الأساسيات أن تتحمل إضافة دور ثالث فوق الدورين الأرضي والأول.
_ بلغ عدد الأعمدة بكل طابق بالتوسعة (492) عمودا
بقطر 81 سم للأعمدة المستديرة وطول الضلع 93 سم للأعمدة المربعة، فيما بلغ ارتفاع الأعمدة في الطابق الأول حوالي (4.70) متر وفي الطابق الأرضي (4.30) متر، وقواعد الأعمدة المربعة تبلغ أبعادها 102?102?54 أما قواعد الأعمدة المستديرة فهي مسدسة الشكل بعرض كلي 97سم وارتفاع 54سم وجميع قواعد الأعمدة مكسية بالرخام. وبالنسبة لارتفاعات أدوار مبنى التوسعة فيبلغ الارتفاع الداخلي لطابق البدروم أربعة أمتار، ولكل من الطابقين الأرضي والأول (10) أمتار.
_ اشتملت التوسعة على ثلاث قباب بمنتصف التوسعة،
حيث تشغل كل قبة مساحة 15? 15 مترا وبارتفاع حوالي (13) متراً.
_ بلغ عدد المآذن بالمسجد الحرام بعد التوسعة تسع مآذن
بعد أن كانت سبعاً، وبلغ عدد المداخل الرئيسية أربعة مداخل بعد أن كانت ثلاثة، وبلغ عدد المداخل العادية (54) مدخلاً بعد أن كانت (27) مدخلاً، وبلغ عدد مداخل البدروم ستة بعد أن كانت أربعة، وأصبح عدد السلالم المتحركة (11) بعد أن كانت (7) وبلغ عدد أبواب الحرم (41) باباً بعد أن كانت (27) باباً، وبلغ عدد دورات المياه ونقاط الوضوء (9000) بعد أن كانت (5000) وحدة.
_ يبلغ ارتفاع الواجهات الخارجية للتوسعة (20.96)
متر محلاة بالزخارف ومكسية بتداخل الرخام والحجر الصناعي.
_ تم تكييف المسجد الحرام بإنشاء محطة للتكييف خارج
منطقة الحرم بتمديد أنابيب خاصة وعبر أنفاق تحت الأرض بطول ستة كيلو مترات وتزيد طاقة هذه المحطة على (40.000) طن.
توسعات المسجد النبوي الشريف
في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بعد أن وفقه الله بتأسيس البلاد وعندما استتب الأمن في ربوع الحرمين الشريفين وارتفع عدد الزوار ارتفاعاً ضاق المسجد النبوي الشريف بهم، وما إن اطلع جلالة الملك عبد العزيز على ذلك حتى أعلن في بيان إذاعي عزمه على توسعة المسجد النبوي.
وفي ربيع الأول عام 1372ه قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس نيابة عن والده. وفي ربيع الأول عام 1373ه، وضع الملك سعود بن عبد العزيز بعد وفاة والده أربعة أحجار في الزاوية الشمالية الغربية من التوسعة، مؤكداً عزمه على استمرار المشروع. وفي الخامس من ربيع الأول عام 1375ه انتهى بناء التوسعة السعودية الأولى، وقد بلغت المساحة المضافة في هذه التوسعة 6024م2. وتتكون التوسعة من مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 128م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 91م، يتألف من صحن شمال المبنى العثماني، يتوسطه جناح من ثلاثة أروقة يمتد من الشرق إلى الغرب، وفي الجانب الشرقي للصحن جناح يتكون من ثلاثة أروقة، ومثله في الجانب الغربي أيضاً، وشمال الصحن بني الجناح الأخير للمسجد، ويتكون من خمسة أروقة، وبهذا يصبح مجموع الأروقة في هذه التوسعة 14 رواقاً. وقد احتفظت التوسعة بالأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية، وأضافت إليها مثلها، فأصبح مجموع الأبواب بعد هذه التوسعة عشرة أبواب، ثلاثة منها بثلاثة مداخل. وفي ركني الجهة الشمالية أقيمت مئذنتان ارتفاع الواحدة 72م تتكون من أربعة طوابق، وبهذا يصبح مجموع المآذن بعد التوسعة أربع مآذن. وقد أقيمت هذه التوسعة على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة بلغ ارتفاع جدرانها 12.55م مكونة من 706 أعمدة، وفيها 170 قبة، و44 نافذة. وقد أدخلت عليها الإنارة الكهربائية، وبلغ عدد المصابيح فيها 2427 مصباحاً وبلغ مجموع ما أُنفق على هذا المشروع 50 مليون ريال سعودي.
وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - ورغم التوسعة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف إلا أن الحاجة إلى توسعته أيضا تجددت بسبب تزايد أعداد الزائرين؛ لذا قرر الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - عام 1393هـ إجراء توسعة جديدة تمثلت في تخصيص الأرض الواقعة غرب المسجد النبوي للصلاة، فرصفت الأرض ونصب فوقها مظلات، وزودت بالكهرباء، ومكبرات الصوت، والمراوح السقفية. بلغت مساحة القسم المضاف 35.000م2، ثم أضيفت مساحة أخرى بلغت 5.550م2.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله قام بإضافات، ففي 18 رجب عام 1397هـ خصص الملك خالد الأرض الواقعة في الجنوب الغربي من الحرم النبوي الشريف لخدمات المصلين والزائرين، حيث أقيم على قسم منها مظلات للصلاة تحتها، والمساحة الباقية جعلت مواقف لسيارات المصلين والزائرين، وبلغت مساحة هذه الأرض 43000م2.
وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله (التوسعة الكبرى) خلال الفترة 1405 - 1414هـ حيث لمس بثاقب نظرته التغيرات الكبيرة التي طرأت على عالمنا الإسلامي سواء على صعيد النمو السكاني أو النمو الاقتصادي أو الوعي الديني التي أدت إلى تضاعف أعداد الزائرين تضاعفاً كبيراً ضاق بهم المسجد الشريف، فأصدر خادم الحرمين الشريفين بعد الزيارة التي قام بها إلى المدينة أمره الكريم بوضع التصميمات لتوسعة ضخمة للمسجد النبوي الشريف، لتستوعب الزيادات الطارئة، والمتوقعة في الأعوام القادمة. وفي يوم الجمعة 1405هـ قام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لهذه التوسعة. وفي شهر محرم من عام 1406هـ كانت بداية العمل، واستمر حتى 15 - 11 - 1414هـ حين وضع خادم الحرمين الشريفين اللبنة الأخيرة في أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف. وأصبحت مساحة المسجد 384.000م، تشمل: الدور الأرضي، والسطح، والقبو. وعلى الجهات الأربعة للتوسعة ساحات ممتدة تبلغ مساحتها 235.000م2، تتوزع فيها مبان صغيرة تؤدي إلى دورات المياه، ومواقف السيارات التي تتألف من دورين تستوعب أكثر من 4500 سيارة.
****
من ملامح توسعة المسجد النبوي الشريف
1 - قباب الحرم:
حيث زود المسجد كذلك بـ27 قبة متحركة مربعة الشكل، تزن كل واحدة منها 80 طناً، وتبلغ مساحة كل قبة 18 ? 18 م، تتوافر لها خاصية الانزلاق على مجار حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة، ويتم فتحها وغلقها بطريقة كهربائية عن طريق التحكم عن بُعد؛ ما يتيح الاستفادة من التهوية الطبيعية في الفترات التي تسمح فيها الأحوال الجوية بذلك.
2- أبواب الحرم النبوي الشريف:
وتضمن المشروع زيادة ستة عشر مدخلاً جديداً للحرم الشريف بحيث يصبح إجمالي مجموع المداخل ثلاثة وعشرين ، أما أبواب المسجد فكانت ستة عشر باباً، أُضيفت عليها في المشروع خمسة وستون باباً فيصبح المجموع الأبواب واحداً وثمانين.
3- مآذن المسجد النبوي الشريف:
أضيفت ست مآذن، في كل ركن من التوسعة واحدة، واثنتان عند باب الملك فهد، ارتفاع كل منها (92) متراً، إلى المآذن الأربعة السابقة (ارتفاعها 72 متراً)؛ ليصبح عدد المآذن عشر مآذن، وتتكون المآذن الجديدة من خمسة أجزاء يعلو كل منها هلال برونزي مطلي بالذهب؛ ليبلغ ارتفاع المآذن مع الهلال 104 أمتار.
أرقام في التوسعة:
المساحة الكلية للمسجد (400327) متراً مربعاً، وارتفاع الجدران (12.55م)، وعدد الأبواب 85، وعدد المآذن (10)، وعدد الأعمدة الجديدة (5121) ليصبح المجموع الكلي للأعمدة (6000) عمود، وعدد القباب المتحركة (27) ليصبح المجموع الكلي للقباب في التوسعة (34)، وعدد المصابيح (21820)، وعدد الثريات والنجفات (305)، وعدد الساحات الداخلية (2)، وعدد السلالم (6) مجموعات كهربائية و(18) عادية، مع توفير مواقف سيارات تقع تحت الساحات الخارجية للحرم، وتتألف من دورين تستوعب (4500) سيارة.