* (لو كشف لك من علم الغيب عن خفي أجلك، فأخبرت أن ما تدركه من رمضان هذه السنة هو آخر رمضان لك في الحياة.. ثم أنت لا تدري أتتمه أم تنقطع بالموت دونه، لو قيل لك ذلك... كم سيكون الخير فيك؟!
* وكم ستجهد في استغلال أيامه ولياليه، وتحقيق الإخلاص والصدق فيه؟!
* وكم هي أعمال البر التي سنقوم بها؟!
* إن الشعور بالوداع وتضايق الفرص يبعث في النفس من الاهتمام والجد والتوجه شيئاً لا يبعثه التسويف وطول الأمل.. جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله علمني وأوجز. فقال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع (رواه بن ماجة وحسنه الألباني 4171).
* بهذه الكلمات بدأ فضيلة الشيخ إبراهيم بن صالح الدحيم كلمة نشرها في موقع المسلم تحت عنوان (صوم مودع) وكأنه الشيخ كان يدرك قرب منيته فكتب هذه الموعظة بتاريخ 3- 9 - 1429هـ.
* وفي يوم الاثنين الخامس عشر من هذا الشهر الفضيل شيع آلاف المصلين جنازة المربي الفاضل الشيخ إبراهيم الدحيم وثلاثة من طلابه حيث تعرضوا لحادث أليم وهم متوجهون لآداء فريضة العمرة. فقد عاد شيخنا ليصلى عليه بمسجده الذي كان إمامه وواعظا وخطيباً له.
إذا ما مات ذو علم وتقوى
فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
* لقد عرفتك شيخنا الفاضل قبل أكثر من عشر سنوات، فقد كان نعم الزميل، ونعم المربي صاحب البسمة المتواضعة. صاحب الخشوع والخشية. صاحب الصدق والنصيحة. فقد كان يحمل هم الدعوة، يحرص على توجيه الطلاب ونصحهم، والأخذ بيدهم لطريق الخير.
* رحمك الله يا شيخنا إبراهيم, ولأن رحلت عن الدنيا فلن ترحل كلماتك، وخطبك، ودروسك، وكتبك، ولن يرحل ما تعلمناه منك من حرص على الخير، وبذل، وهم للدعوة إلى الله.
* وللشيخ رحمه الله دروس علمية دائمة ودورية في نفس الجامع، كما كان له دور بارز في نشر الدعوة، داخل المحافظة وخارجها، وقد كان يتميز شيخنا غفر الله له بدماثة خلقه وتواضعه الجم .
* من الناس من يُعزى أهله بوفاته، ومن الناس من تُعزى الأمة بفقده، وأحسب أن الشيخ من هذا النوع.. لقد بكاك يا شيخنا الجميع نساء وأطفالا وشبابا وشيبانا.
* رحم الله الشيخ ورفاقه وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
العمار