الإسلام منهج الوسطية دون إفراط أو تفريط ودون غلو أو مغالاة أو تطرف {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} الآية. |
دعني أسطر بالدموع كتابا |
وأصوغ من حبر الدواة عتابا |
وأعود من سفر طويل كي أرى |
في كل أرض للغلاة مصابا |
وأذود بالكلمات عن هذي الربى |
لأرد عنها حاقداً وسبابا |
وأخاطب الألباب بالحجج التي |
قامت تناظر للنهى أصحابا |
لتمحص العقل الذي بلغ المدى |
بالعلم حقق طفرة وأصابا |
بالبحث والتدقيق أصبح سيداً |
وأشاع لليسر الجميل خطابا |
وأضاف في درب التقدم روعة |
كشفت عن النور المبين ضبابا |
ويسوق برهان التميز واضحاً |
يبدي من القلب المحب ثوابا |
يبدي من الدين الحنيف منارة |
تحمي الحما وتندد الإرهابا |
فالدين حب للحياة (سماحة) |
فقه يسير يستفيض جوابا |
الدين هدي للبرية كلها |
فاظفر بهدي يوقظ الألبابا |
الدين منهاج قويم للورى |
في كل نهج قد أعد خطابا |
هو ذلك الحصن الحصين لدوحة |
راحت تطالع في السماء سحابا |
ليجود بالغيث النمير على الدنا |
ويفيض خيراً سائغاً وصوابا |
قد جاء من عمق العطاء بقوة |
هو لا يرى بين الخطوب صعابا |
لغة الحوار من الفرائض عنده |
بالعقل يثمر للنبوغ شبابا |
أرسى مبادئ للتشاور ثرة |
تعلي من الخلق العظيم جنابا |
ومن التسامح قد أفاض تكرماً |
وأعاد حقاً للورى ونصابا |
خرجت تعاليم المحبة وهجة |
لتنير قلباً طاهراً ولبابا |
كم منهل جعل التآخي نبعه |
ليطوف من هذي الربوع رحابا |
وتلاقت الأرواح في عين الضحى |
جمعت هناك الخل والأترابا |
في دولة ترنو لسالف عهدها |
لما أضاءت كوكباً وشهابا |
صاغت لأشتات الشعوب توحداً |
لتقود منه الفرس والأعرابا |
هيا لننهل من أصالة ديننا |
لنعيد ركباً صالحاً ومآبا |
ونعيد للبطل الأبي مقاده |
حتى يعانق للشموخ رقابا |
إن التدين أن نراعي حكمة |
ونخوض للهدف النبيل عبابا |
لنقيم عدلاً وارفاً بين الورى |
وإلى العلو نقارع الأبوابا |
لا تجعلن من الغلو مطية |
تعدو بها لتردد الألقابا |
وسطية الإسلام شرعتنا التي |
تفضي من النهج القويم مثابا |
ليفوح عطراً للحياة بأسرها |
ويعيد بالأمل المنير شعابا |
|