Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/09/2008 G Issue 13146
الخميس 25 رمضان 1429   العدد  13146
وزارة الشؤون الاجتماعية.. عهد جديد وآفاق مستقبلية
مندل عبدالله القباع

لا أعتقد أننا بحاجة الآن - بعد أن عم التقدم والازدهار كافة قطاعات المجتمع - التأكيد أن التخطيط التنموي في بلدنا منذ بواكير إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1380هـ أتبع ذلك قيام المملكة بالعمل بأسلوب التخطيط للتنمية الوطنية حيث وضعت خطة التنمية الاجتماعية الأولى 1390- 1395هـ.

وعند نشأة وزارة الشؤون الاجتماعية وقد تحددت لها أهداف رئيسية ثلاثة هي: رسم السياسات العامة للشؤون الاجتماعية ضمن إطار مستوحى من القيم والمبادئ والنظم - الهدف الثاني ويتمثل في تخطيط وتنفيذ البرامج والمشروعات الاجتماعية وثالث هذه الأهداف: الإسهام في تطوير التوجيه الاجتماعي في المملكة، توجيها متخذاً غايته رفع وعي المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وتهيئة مقومات الحياة الكريمة لهؤلاء المواطنين في إطار المحافظة على القيم الخلقية والروحية وتدعيمها لبناء مجتمع ناهض متكامل، ووضعت في ضوء هذه الغايات وضمن البرامج التنفيذية للنمو الحضري والريفي سواء بسواء التي بها يتحقق التوازن والتناسق الاجتماعي والاقتصادي بين مخططات التنمية الحضرية والريفية لما يؤهلها للقيام بدور فاعل وأثير في عملية النهضة والتطوير والتقدم.

وفي سبيل ذلك وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية البرامج والأنشطة المجالية الكفيلة بتحقيق الأهداف العامة ولتحقيق استراتيجيات الخطط التنموية الوطنية، ولذا توجب أن ينتقي من هذه الاستراتيجيات ما يخص تنمية المجتمع السعودي ويتوافق مع هذه النهجية التنموية، خطط الرعاية الاجتماعية التي تساهم في توفير الرعاية الاجتماعية لكل من الفرد والأسرة من أجل تماسكها وانسجامها وإدخالها في دائرة المرغوب فيه من السلوك دعماً للأسرة ورعاية الأبناء والتعامل والكف مع ذوي الظروف الخاصة الأيتام والمعاقين وكبار السن، والعناية بالأحداث الذين حادوا عن خط السواء وأسر المسجونين التي تواجههم بعض الصعاب والمشكلات التي إذا لم تعالج من الممكن أن تناهض المجتمع وتهدد أمنه واستقراره وذلك عن طريق تحقيق أنشطة وبرامج رعاية الأسرة والتوجيه الاسري وتأهيلها لما يدفع بالتماسك والترابط العائلي وتوفير ما تحتاج إليه على المدى القريب والبعيد، والعمل على توفير الخدمات الاجتماعية وما تحتاجه الأسرة ليعينها على الاندماج في المجتمع المعاصر ونواتج العمل الحديث الذي يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية ومع موجهات العلوم الاجتماعية.. ووفاء لتحقيق متطلبات النهوض الاجتماعي تقوم الوزارة بتطوير وتحديث خطط وبرامج وأنشطة ومسؤوليات واختصاصات ومهام التنمية الاجتماعية.

وتهتم وزارة الشؤون الاجتماعية بالعمل الاجتماعي التطوعي الذي يتعلق بالجمعيات الأهلية والجمعيات التعاونية ومدها بما تحتاج إليه من دعم مادي وفني يعينها على إنجاز نشاطات التنمية والتطوير الاجتماعي، والتصدي للمشكلات التي قد تعوق بلوغ الأهداف الاجتماعية.

ومما يحمد للوزارة وأجهزتها المختصة تعاونها الوثيق مع أجهزة وزارة الداخلية في تصديها للظواهر السلبية مثل ظاهرة الأحداث والتسول وما تقوم به من مكافحة لهذه الظواهر اللاسوية وقاية وعلاجا، هذا فضلاً عما تقوم به مراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية من برامج إرشادية للشباب وبرامج رعاية للأسرة والأطفال وبرامج تنموية أخرى اجتماعية واقتصادية.

ومن حسن حظ هذه الوزارة أن الذي على رأس هرمها قد جمع بين الدراسة الأكاديمية التخصصية والخبرة العملية في مجال الشؤون الاجتماعية إنه معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وهذا سوف يفعل العمل الفني ويضخ شرايينه في الدور والمراكز الاجتماعية وخاصة في مجال رعاية الأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف.

أما في مجال الضمان الاجتماعي الذي تحول من نظام (الشرهات) وهي مبالغ نقدية تقدم لمن هم في حاجة مادية من ترمل أو يتم أو كبر سن إلى نظام الضمان الاجتماعي الذي صدر بمرسوم ملكي عام 1382هـ، وبدأ الصرف منذ عام 1383هـ، ويقوم بصرف معاشات ومساعدات للأسر المحتاجة وفقاً لجداول وإجراءات خاصة بذلك - والمعاشات وفقاً لهذا النظام تقدم للعاجزين كلياً عن العمل بسبب الشيخوخة أو المرض وللأيتام والأرامل غير المتزوجات أو المطلقات، أما المساعدات الاجتماعية فهي تقدم لمرة واحدة (مقطوعة) أو متكررة أو عاجلة وهي خاصة لمن يعجز عجزاً جزئياً عن العمل، كما تقدم لأسر السجناء والمصابين بكوارث فردية والأسر مهجورة العائل، وأي حالات على هذه الوتيرة وهذه المعاشات والمساعدات تزداد نسبتها بين فترة وأخرى وصلت في بعض الأحيان إلى 100%.

إلا أن الضمان الاجتماعي يتباين شكلاً وموضوعا عن التأمينات الاجتماعية، وفي مجال التدريب والتأهيل للقوى العاملة في الميدان يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية (مركز التدريب الوطني) المقام في العاصمة الرياض والذي من مجمل أهدافه: تقديم العون الفني لمن يطلبه من أجهزة الوزارة أو الوزارات الأخرى المعنية: وضع وتنفيذ البرامج المهنية التدريبية سواء للعاملين بالوزارة أو غيرها أو القادة المحليين، وإجراء البحوث الإمبيريقية في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية والمساهمة في مشروعات تعليم الكبار ومحو الأمية والتعليم التخصصي في مجال الإرشاد الزراعي والتثقيف الصحي، وتمشياً مع واقع العصر بل ومع التقدم التكنولوجي والمعلوماتي يقوم المركز بإنشاء مركز معلومات والصفائح البيانية الاجتماعية والاقتصادية لتكون في خدمة البحوث والدراسات المرتبطة بالمجالات التنموية الاجتماعية والاقتصادية والمساهمة في إجراء الدراسات والبحوث التي تطلب منه فضلا عن وضع أنظمة الاتصال حسب المستويات المختلفة.وقبل أن نختم هذا المقال نطمح في أفق مستقبلي نطرح مؤشراته على قيادة العمل الاجتماعية في عهدها الجديد معالي الدكتور يوسف العثيمين ليعمل جاهداً لدى الأجهزة المختصة لكي يمكن للمركز أن يمنح دبلوماً منهجياً يسمح للتسجيل بعد ذلك للماجستير في مجالات التنمية الاجتماعية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد