في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، أتقدم نيابة عن القيادة السياسية المصرية وعن شعب مصر بالتهنئة الصادقة إلى الشعب السعودي الشقيق، متمنيا للمملكة العربية السعودية المزيد من التقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. وإنه ليسعدني في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل عربي أن أشيد بالعلاقات المصرية السعودية التي كانت وستظل دائما قوية وراسخة على المستويين الرسمي والشعبي وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولن أكون مبالغا إذا قلت إن الرياض والقاهرة هما ركيزتا الأمن القومي العربي، وان التنسيق والتشاور بينهما هو أساس نجاح أي مشروع عربي إقليمي، لما للبلدين من ثقل تاريخي وإمكانات مادية وبشرية متعاظمة، تستند إلى علاقات سياسية بين القيادتين تتسم بقدر كبير من التقارب والخصوصية والتميز، عكسته الزيارات المتبادلة للقيادتين والمواقف المتطابقة في كافة القضايا العربية والدولية والتقدير الشخصي الذي يكنه كل منهما للآخر. كما أن جميع الظروف أصبحت مواتية الآن لتحقيق شراكة اقتصادية إستراتيجية بين البلدين تعتمد على تبادل الاستثمارات، ورفع معدلات التبادل التجاري، وذلك لتحقيق الاعتماد المتبادل بين القاهرة والرياض وربط مصالح الدولتين في كافة المجالات ببعضهما البعض مما يؤمن استمرار تلك العلاقة الخاصة تحت أية ظروف.
وفي هذا الصدد أيضا أود الإشارة إلى الجهود البناءة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مجال المصالحة ولم الشمل العربي والتي شملت اتفاق مكة لوقف الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية، واتفاق الجنادرية للمصالحة بين السودان وتشاد، واتفاق المصالحة الصومالية، والمساعدات التنموية والإنمائية التي تقدمها المملكة لعدد من الدول الشقيقة.
أما على الصعيد الداخلي، ففي خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية بعد وفاة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود شهدت المملكة العربية السعودية تطورات هامة، وذلك في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، انعكست على شعور مواطني المملكة بمدى حرص خادم الحرمين على تحويل الارتفاع الكبير في عائدات النفط إلى القطاعات التنموية والصناعية في المملكة لتحقيق نهضة شاملة للبلاد في خلال سنوات قليلة.
وفي الختام أود التأكيد على عمق ونضج العلاقات المصرية السعودية بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية فهي علاقات تاريخية بدأت منذ أيام الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود الذي لم يزر في حياته أي بلد آخر غير مصر بل إنه أوصى أبناءه بمصر وبأهمية العلاقات الإستراتيجية معها.
سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة العربية السعودية