مكة المكرمة - عمار الجبيري
قام صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا بزيارة لجامعة أم القرى، يرافقه أعضاء اللجنة وضيوف الملتقى، وذلك مساء أمس الأول بجامعة أم القرى بالعابدية.
وكان في استقبال سموه الكريم معالي مدير جامعة أم القرى الأستاذ الدكتور عدنان بن محمد وزان ووكلاء الجامعة وعمداؤها وعدد من المسؤولين. وقد بدأ اللقاء بآيات من القرآن الكريم، بعد ذلك ألقى مدير الجامعة كلمة رحّب فيها بسمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد وبأعضاء لجنة الدعوة بإفريقيا، وقال إن شرف الخصوصية للجنة الدعوة في إفريقيا التي يترأسها سموه الكريم لإخوتنا الأفارقة الذين حظوا منذ فجر الإسلام بخصوصية لم تكن في أمة من الأمم ولا لأمة العرب التي بعث فيها سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن بلالاً الحبشي رفع الأذان من فوق الكعبة ولم يسبقه أحد في هذه الخصوصية من عرب أو عجم.
وأكد مدير جامعة أم القرى أن تشريف أعضاء لجنة الدعوة بإفريقيا وعلى رأسهم سمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد إنما يزيد جامعة أم القرى تشريفاً وتعظيماً؛ لما للدور الريادي للجامعة في إعداد الدعاة من خلال برامجها وأنشطتها الثقافية والدينية.
بعد ذلك أُلقيت كلمة ضيوف الملتقى، ألقاها نيابة عنهم الدكتور محمد علي فارح، قدّم فيها الشكر الجزيل لسمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود الذي وفّقه الله لتنشيط الدعاة تحت مظلة لجنة الدعوة في إفريقيا التي يرعاها ويرأسها سموه الكريم.
وأشار الدكتور فارح إلى أن موضوع الملتقى لهذا العام هو الوسطية في الإسلام، مؤكداً أنه ذو أهمية بالغة وجدير بالبحث والمناقشة، وهو يعالج قضية من أهم القضايا في الوقت الراهن وهي مشكلة الغلو والتطرف في الدين والتكفير العشوائي وغياب سياسة العمل الإسلامي بحكمة في ساحة الدعوة إلى الله.
وأشار الدكتور فارح أن بوادر التوفيق لأعمال لجنة الدعوة في إفريقيا أن تكون الصلة قوية بين اللجنة والجامعات؛ لأن في هذا تلازما بين الدعوة والعلم. وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تبذل قصارى جهدها في مشارق الأرض ومغاربها لإعلاء كلمة الله ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة والمنهج السوي السليم وأحكامه العادلة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم التي تعتمد الوسطية والاعتدال وتقوم على السماحة واليُسر ورفع الحرج بعيدا عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، كل ذلك تقوم به وفق آلية واضحة وصريحة ومنظمة تحت أنظار العالم وبسماح ومتابعة من أنظمة تلك البلدان.
بعد ذلك ألقى الدكتور صالح الفريح محاضرة بعنوان (الوسطية في الإسلام) أوضح فيها أن وسطية الإسلام تقتضي إيجاد شخصية إسلامية متزنة تقتدي بالسلف الصالح في شمول فهمهم واعتدال منهجهم وسلامة سلوكهم من الإفراط والتفريط والتحذير من الشطط في أي جانب من جوانب الدين والتأكيد على النظرة المعتدلة المنصفة والموقف المتزن من المؤسسات والأشخاص.
وأكد أن وسطية الإسلام تلزم الأمة الإسلامية بمقاومة الغلو والتطرف في الدين ورد الغلاة إلى منهج الاعتدال والحكمة والوسطية ورعاية حقوق النفس وحقوق الغير.
وأشار إلى أن الوسطية تدعو إلى الوحدة والائتلاف وتكوين أمة وسط بغض النظر عن اختلاف الألوان والألسن وبعد المسافات بهدف سام موحد مشترك.