الجزيرة - محمد المنيف
فقدت الساحة التشكيلية الخليجية والعربية يوم الجمعة الماضية الفنان البحريني القدير الدكتور أحمد باقر من مملكة البحرين. ونحن هنا عبر الصفحة التشكيلية بجريدة الجزيرة نتقدم لأسرة الفقيد وللثقافة والفنون التشكيلية والفنانين التشكيليين بالبحرين بأحر التعازي نيابة عن الفنانين التشكيليين بالمملكة العربية السعودية داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر، (إنا لله وإنا إليه راجعون).
يعد الفنان الدكتور أحمد باقر أحد رموز الفن التشكيلي عربياً واحد رواده ورواد الثقافة في مملكة البحرين الشقيقة، قدم للساحة التشكيلية جهداً كبيراً من خلال مساهماته في مختلف الأنشطة والفعاليات العلمية والعملية في هذا المجال فهو متعدد القدرات متمكن في كل منها، فنان له شخصيته وتجاربه تميزت إعماله بتوجه أصبح منطلقاً للكثير من التشكيليين من خلال تعامله وتفرده بالرسم بالفحم بأحجام كبيرة. رجل هادئ في تعامله ممتلك القدرة على الإقناع محبوب بين الفنانين في الخليج والعالم العربي له مكانته العلمية وله موقعه في مجال النقد والتحكيم وفي مجال التعليم، ساهم في بناء الفن التشكيلي في مملكة البحرين واتسعت دائرة نشاطه لتشمل التأليف والبحث والمشاركة في وضع المناهج. تحمل سيرته -رحمه الله- الكثير من الإنجازات فهو حاصل على دبلوم التصوير المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة (البوزارت) باريس.
حاصل على دبلوم الرسم من المدرسة العليا للفنون الجميلة (البوزارت) باريس.
ماجستير في علم الجمال من أتسربون، حاصل على الدكتوراه في الفنون وعلومها وتقنياتها من السوربون، أستاذ مساعد للفنون الجميلة بكلية الآداب بجامعة البحرين، وله عدة كتب في مجالات الفنون، عضو مؤسس لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، له مشاركات خليجية وعربية وعالمية حاصل على العديد من الجوائز.
ألف أول كتاب عن الفنون في البحرين بعنوان الفن التشكيلي المعاصر بالبحرين، أصدرت له وزارة التربية كتابا بعنوان التصوير الضوئي شارك في تأليف أول كتاب عن الفنون التشكيلية في دول مجلس التعاون أصدر كتاباً بعنوان الفن التشكيلي في البحرين.
أصدر رصداً لبحوثه ودراساته في الفنون الجميلة في العالم العربي والإسلامي بعنوان (مجيء الفن بمفهومه الأوروبي إلى العالم العربي).
الباقر ومستقبل الفن الخليجي
يحمل الفنان الراحل أحمد باقر هموم الفن التشكيلي ويحلم له بمستقبل ينافس العالمية ويسعى جاهداً لتقريب المسافات بين الفنانين والمثقفين ولجمهور لهذا الفن من خلال إصداراته المتعددة كما أن لديه -رحمه الله- بعد نظر تجاه القادم من سيبل تطوير الفنون الخليجية. كل هذه الآمال والأحلام كانت مدار حديثه وحواره مع نخبة من التشكيليين سعدت به -رحمه الله- وبهم بزيارة مرسمي عند حضوره بدعوة من وزارة التربية والتعليم بالمملكة لتحكيم المسابقة الدولية الأولى لرسوم الأطفال بالرياض بمشاركة الفنان طلال معلا من سوريا وأحد الفنانين الصينيين المختصين بالفنون عامة وفنون الأطفال. كان لقائي به فرصة لحوار أحزم بأنني سأخرج منه بكنز من المعلومات ومن البرامج والأفكار الكبيرة إلا أن الأمل في لقاء آخر معه كان أقوى الأسباب دون علمي أننا لن نلتقي مرة ثانية. رحم الله المبدع أحمد باقر وشكراً له على ما أبقاه من إرث تشكيلي سيكون مرجعاً للأجيال.