كثير من الطلاب تعترضهم ظروف حياتية مختلفة تبقيهم في الظل لسنوات عديدة، أعرف عدداً من المتفوقين دراسياً تسربوا من الدراسة لإعالة أسرهم - مثلاً -، ولكن هل يعني ذلك الحكم عليهم بنهاية الطموح أوالمطاف؟
بالطبع لا، فالفرصة مواتية لمن تتحسن ظروفه فيما بعد. وأحياناً تجبرك ذات الظروف على اختيار تخصص دراسي لا تريده، أو اللجوء إلى تخصصات أقل في سنوات الدراسة، والحديث عن هذه المفارقات والظروف يطول.
اليوم أجزم أن معظم محضري المختبرات (التابعين لوزارة التربية والتعليم)، لو استقبلوا من أمرهم ما استدبروا لما التحقوا في هذا التخصص، لكثرة وضبابية المهام من جهة، ولتوقف طموحهم الوظيفي - وهذا مربط الفرس - من جهة أخرى.
ولكم أن تتخيلوا موظفاً بلا طموح!.. ياللمفارقة!
ألا يكفي أن الظروف أجبرتهم على الالتحاق بهذا التخصص؟
ألا يكفي أنهم تعينوا على المستوى الثاني وهم وفق تصنيف وزارة الخدمة المدنية يستحقون الثالث؟
ألا يكفي أن المهام المنوطة بهم تتجاوز في كثرتها تعاميم وزارتهم؟
وحتى بعدما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتشكيل لجنة وزارية تضم كلاً من وزير التربية والتعليم ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مطلب النفيسة ووزير المالية ووزير الاقتصاد والتخطيط ورئيس ديوان المراقبة العامة لدراسة وضع المعلمين والمعلمات المعينين على مستويات أقل من التي يستحقونها، خرجت اللجنة وقد نسيت موظفاً محترماً اسمه محضر المختبر، الذي يطالب بإكمال دراسته للحصول على البكالوريوس وترفض وزارته، بل إن بعضهم يريد إكمال دراسته على حسابه الشخصي ورفضت الوزارة ذلك، ولا أدري لماذا ترفض؟
إنها دعوة صادقة وصريحة لوزارة التربية الموقرة، أن تراعي أحقية محضري المختبرات بالتعديل، وبإكمال دراستهم، وبتغيير تخصصهم - إذا رأت جدوى ذلك -، والوزارة إن شاء الله في أيدٍ أمينة، وهي التي لم تدخر جهداً في تسريع تحسين المستويات للمعلمين والمعلمات مع الجهات المعنية، ففي العام 1427 - 1428هـ تم استحداث 2500 وظيفة على المستويين الرابع والخامس، رغم أن ذلك أدى إلى تأخر تحسين المستويات لعدد كبير من المعلمين، ولكن الوزارة تدرك أحقيتهم بذلك وفق ما أكده المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبدالعزيز الجار الله في أحاديث صحفية سابقة.
بقي أن أشير إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، بتشكيل مثل هذه اللجان دليل واضح على اهتمامه - رعاه الله - بالمعلمين وبالعلم وأهله، وما زال الأساتذة الجامعيون يعيشون فرحة الزيادة الإضافية والحوافز الممنوحة لهم، وإذا كانت مثل هذه القرارات يتابعها ويصدرها الرجل الأول في هرم القيادة، فلا خوف عليكم يا محضري المختبرات، فقط اصبروا وانتظروا.
Mk4004@hotmail.com