سعدت وكثيرون غيري عند سماع نبأ إعلان ضم مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة إلى مركز تاريخ مكة المكرمة بمباركة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، لأن هذا الإجراء يعلن عن بدء مرحلة جديدة في مسيرة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الذي كان في حاجة إلى من ينتشله من حالة الركود التي وصل إليها بعدما يقارب العقدين من إنشائه.
وكم كنت سعيداً أيضا بأن يتولى مهندس التاريخ في بلادنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئاسة مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأن هذا يعني ضخ ماء الحياة إلى هذا المركز الذي يُعنى بتاريخ أقدس وأعرق مدينتين في بلادنا خصوصاً وفي بلاد المسلمين عموماً..
كم كنا بحاجة إلى مثل هذه الالتفاتة الكريمة وهذا القرار الجريء الذي نأمل منه أن يضع هذا المركز في مساره الصحيح ليواكب تطلعات المهتمين بتاريخ هاتين المدينتين اللتين تشغلان اهتمام وعناية كل مسلم في أصقاع المعمورة.
لا أشك أيضا في أن إسناد إدارة مجلس مركز تاريخ مكة المكرمة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وإدارة مركز بحوث ودراسات المدينة إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، يبعث في النفوس الكثير من الاطمئنان والتفاؤل لما يتميز به هذان الأميران من الوعي والحيوية والحس التاريخي.
إن الآمال كبيرة أيضا بأن يكون تشكيل لجنتين جديدتين لإدارة العمل في المركزين خطوة إلى الأمام نحو رسم الأهداف الصحيحة للعمل بالمركز بوضوح، وإنجازها بدقة وكفاءة تتواءم مع الأهداف المرسومة.
لا شك أن المدينتين المقدستين بتاريخهما العريق وآثارهما الإسلامية التي تتعرض للضياع مع مرور الزمن وتسارع العمران، بحاجة إلى مراكز بحثية بمستوى تلك الأهمية لتوثيق ما يمكن توثيقه من المصادر التاريخية، وكذلك نشر وإبراز تاريخ كل من المدينتين وما حولهما بما يخدم الباحثين والمهتمين بتاريخ منطقة الحجاز.
ومما لا شك فيه أيضاً أن الباحثين يتطلعون إلى إتاحة الفرصة لهم للاستفادة من الكنوز الوثائقية المتوفرة خصوصاً في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة وهي المصادر والوثائق التي تم جمعها خلال السنوات الماضية والتي لم تكن ميسرة للباحثين بالصورة المطلوبة.. كما أنه من المؤمل أيضا أن يفتح المركز أبوابه للباحثين الجادين وأن يمد لهم جسور التعاون داعماً ومساهماً في البحوث التي تقام بمبادرات فردية، وأن يكون عوناً لهم على إنجاز مشاريعهم المتعلقة بخدمة تاريخ المدينة المنورة، في زمن البحوث المؤسساتية المتكاملة.
كما أرى أن إصدار مجلة علمية موحدة لمركزي البحوث في المدينتين المقدستين سيتيح المجال لاستقطاب بحوث علمية أكثر تنوعاً ورصانة، وسيجعلها أكثر انتشاراً وإثراء للمعرفة، ويكسب هذه الدورية مكانة لائقة داخلياً وخارجياً بسبب أهمية مكة والمدينة.
وختاماً؛ فإن من واجبي كباحث مهتم في تاريخ المدينة المنورة، أن أشيد بهذه الخطوة، وأن أعبر باسمي وباسم زملائي الباحثين عن أصدق آيات الشكر والامتنان لسمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وكل من أسهم في بلورة هذا القرار الحكيم، وأن أبارك لكل من: صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة، ورئيس مجلس إدارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، على هذه النقلة الرائدة، مع تمنياتي لهذين المركزين بمزيد من النجاح والتوفيق.
فائز بن موسى البدراني الحربي