Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/09/2008 G Issue 13142
الأحد 21 رمضان 1429   العدد  13142
عندما نشد خيط الصداقة
مصطفى محمد كتوعة

في مشوار العمر، تغالبنا الحياة بمتاعبها وكبد مشاقها.. ونغالبها بالإيمان ثم بالعمل والطموح والصبر.. ووسط هذا يأتي المحيط الاجتماعي الذي نفرغ فيه آلامنا ونستقي منه آمالنا بعد الرجاء في توفيق الله عز وجل.

فالعلاقات الاجتماعية هي الساحة الواسعة للنفس والوجدان وننسج فيها خيوط المحبة وتتكئ عليها إنسانيتنا ومن هذا النسيج الاجتماعي نبني صداقاتنا بعد أن تصهرنا بشفافية المشاعر ونصهرها بصدق المواقف لك نأتي إليها بمواصفات خاصة، وتشدنا إليها بتلقائية فهي الصحبة والمرايا الصادقة، والموقف والتسامح، والصراحة، ووعاء المحبة الذي تتوحد فيه أفراح وأتراح الأصدقاء، وكم زودنا الإبداع الإنساني بالمأثور من القول والشعر والحكمة في الصداقة.. ونقل الأقدمون والمعاصرون تجارب صداقاتهم، وأضافوا ويضيفون إلى عالم الصداقة ما يوثق صور العلاقات الاجتماعية من خلال مؤشر الصداقة، ومهما تلاحقت الأجيال وتوالت تبقى الصداقة الحقة العامل المشترك في البناء الإنساني عبر مجموعات الأصدقاء فإذا كانت الأسرة هي نواة المجتمع، فإن الصداقات هي أجنحته وشرايينه التي يتواصل من خلالها. وبذلك لا تقتصر الصداقة على أفراد بل تمتد روابطها ولحمتها بين الأسر وتتجاوز حدود الجغرافيا والمرحلة العربية وهي الأسمى في علاقاتنا وهي الدرجة الأعلى في أوساط الزمالة والجيرة والأقارب وحتى بين الزوجين حين يتوجان علاقة المودة والرحمة والصداقة بينهما، معذرة أيها الأحبة القراء.. فقد أطلت هذه المقدمة عن الصداقة، وعذري في ذلك أنني من جيل قامت صداقاته على هذه المعاني الجميلة التي تحفظ كنز الصداقة في نفسي ونحفظها مما قد يشوبها من عارض في مواقف الحياة. ولكن حسبي أن الصداقة هي الموقف وشفافية القصد.. فقد تعرضت صداقتي ومحبتي لصديق كبير في نفسه وعقله كريم في سجاياه نبيل في مواقفه باحث في آرائه وعميق في أفكاره.. وهي سمات حاضرة دائماً في مسؤولياته الكبيرة وموقعه الرفيع في عمله كما هو موقفه في نفسي ونفوس أحبائه وأصدقائه.

ففي زيارتي له ذات يوم تحدثت معه بما ظننت ما ننسج به المحبة والصداقة وبدافع الحرص على نقاء مواقفه وجوهر سجايا فقلت لصديق نفسي وقلبي وعقلي أن أحدهم يقول عنك أنك لا تخدم.. ولم أقصد أنها ما وأشهد أنني لم أقصد الإساءة له فهو كبير وصديق غال إلى أبعد الحدود، ولكنه لم يترك لي الفرصة حيث غضب وتحامل علي وأعاد لي الاتهام بالجحود والنكران ومن هول المفاجأة انعقد لساني وانفطر قلبي خوفاً مع نقاء وشفافية المحبة والصداقة وكأنها تضيع في لحظة غضب لم أسئ فيها النية والقصد.. ولم يكن أمامي سوى الصمت الحائر.. ولم أزد على قولي له (لك مني السلام) هذه رسالة إلى الصديق النبيل أجدد فيها سلامي ومحبتي ولكل الأصدقاء وللصداقة كل المحبة والله تعالى الموفق.

حكمة:

خمس في خمس: المحبة في القرآن، والعز في القناعة، والذل في المعصية، والهيبة في قيام الليل، والغنى في ترك الطمع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد