المتابع لما يحدث لأسواق المال والعقار هذه الأيام في جميع أنحاء العالم من انهيارات وخسائر نتيجة النزول الشديد والمستمر في الأسعار، وما حدث مؤخرا لسوق الأسهم السعودية، يضع علامة استفهام كبيرة وبتعجب هل سيستمر سوق العقار لدينا في المملكة متماسكا ومستمرا في الارتفاع (الجنوني) الذي تجاوز حدود المعقول؟ شخصيا أعتقد أن الوضع لن يستمر. فهل يعقل على سبيل المثال أن تتجاوز أسعار الأراضي في أحياء خارج نطاق العاصمة الرياض والتي لم تصلها الخدمات الـ600 ريال، وتتجاوز أسعار القطع السكنية داخل المدينة الـ1000 ريال في جميع الأحياء تقريبا ووصلت لأرقام فلكية بحدود الـ3000 ريال. ونفس الشيء ينطبق على أسعار الفلل المعروضة للبيع، فما كان معروضا للبيع قبل 3 سنوات بمليون ريال قد وصل الآن لثلاثة ملايين ريال، والفلل الصغيرة والتي لا تتجاوز مساحتها 400 متر وصلت إلى مليون ونصف المليون ريال وقد تتجاوز ذلك الرقم بحسب موقع الحي.
لا أعتقد أن الوضع الحالي للعقار لدينا منطقي، والمتوقع أن تكون النهاية قريبة لهذا السوق أسوة بما يحصل الآن في الكثير من العواصم العالمية لأسواق العقار، وقد يكون ما حدث لسوق الأسهم من انهيارات الأسابيع الماضية ناقوس خطر ومؤشر لاحتمالية حدوث نزول في سوق العقار على الرغم من الاختلاف بينهما، فالسيولة شحيحة وتكاد تكون معدومة بعد تعلق الكثير من المواطنين في سوق الأسهم وتورطهم في قروض وديون لدى البنوك وعدم مقدرتهم من الخروج من السوق، مما سيعرض سوق العقار لقلة في الطلب وانحصار التجارة به على كبار العقاريين.
وبنظرة سريعة، فإن متوسط راتب المواطن قليل وفي الغالب يصرف قبل نهاية الشهر ولا يمكن أن يتوازى مع ما يحدث في سوق العقار كما أن الدخل الإضافي محدود لكثير من المواطنين, وبالتالي، يمكن أن نقول أنه لا توجد نسبة وتناسب بين أسعار العقارات ودخول المواطنين. فكيف لمن راتبه أربعة آلاف ريال أو حتى عشرة آلاف ريال أن يتملك عقاراً بما يفوق المليون ريال ولديه مصاريف شهرية تتجاوز راتبه الشهري وكم سنة سيحتاج لتحقيق حلمه بتملك مسكن!!
وبالعودة للخلف، في الفترة قبل خمس سنوات كان العرض يفوق الطلب وكانت الأسعار معقولة جداً، وقبل سنتين تغير الوضع وأصبح الطلب يفوق العرض مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، والمتوقع قريباً أن يعود الوضع لسابقه ويكون العرض أكثر من الطلب وتنخفض الأسعار وهذا ما يتمناه الجميع ليتحقق حلم كل مواطن بتملك مسكن ولو كان صغيراً يضم أفراد أسرته ويحميه من جشع ملاك العقار برفع الإيجارات.
هل نأخذ العبرة مما حدث لسوق الأسهم من انتكاسات متوالية، أعتقد أن الجميع يدرك تلك الحقيقة، وجميع أصحاب العقار يدركون أن للأمر حداً معيناً سيبلغه آجلا أم عاجلا، والسؤال الذي لا تعرف الإجابة عنه متى يحدث ذلك؟
Fax2325320@ yahoo.com