قبل يومين أو ثلاثة كتبت مقالاً مليئاً بالهجوم والكلمات الساخطة على صناع الدراما في السعودية والممثلين، وكان أن توقف المقال عند القلم الأحمر لرئيس التحرير الذي كتب عليه: المقال لا يصلح للنشر ولم يقدم المقال رأياً فنياً وفيه هجوم غير مبرر متسائلاً عن التحليل والقراءة النقدية واللغة الموضوعية.
وأعترف بأن المقال جاء فيه هجوم متواصل ومصطلحات قد لا يقبلها القارئ المحايد فما بالكم بمن وجهت لهم حديثي الذي لم تهدأ (حممه) إلا مع النقطة الأخيرة له.
كنت في مقالي ذاك محتقناً بسبب مشاهدتي لأشقائنا العرب وهم يتقدمون في الخطى نحو صناعة درامية حديثة ترتقي وتنقل لنا صورة مضيئة عن هذا النوع من الفن، فيما غَلَبَ على الدراما السعودية المنقولة لنا هذا الشهر اللعب على بعض المصطلحات غير المستساغة وتشكيل كبير ل(الكاراكترات) الكوميدية التي يميل بعضها إلى التهريج دون هدف درامي قد تسعى إليه.
وكنت قد أشرت في مقالي الذي لم يجز نشره رئيس التحرير إلى أن لدينا وفرة في عناصر البناء الدرامي حيث نمتلك القضايا اليومية والأزلية التي يجب أن نطرق بابها وبعنف، ولدينا الكوادر التمثيلية التي نراهن على نجوميتها على مستوى الوطن العربي.
كما أننا نمتلك أكبر شركات الإنتاج في الوطن العربي وكذا قنوات البث الفضائي وبين أيدينا الإعلام المؤثر.
هنا يجب علينا أن ننظر للواقع بصدق وأن نصدق مع أنفسنا أولاً ونقدم حلولاً مستقبلية وكيف يجب أن نكون عليه درامياً وكيف ننافس أشقاءنا العرب في كسب المشاهدين.
سأحاول الآن أن أكون أكثر هدوءا في حديثي فهم يهمونني كما يهمونكم ويجرحني كثيراً أن يشار لأحد منهم بالإخفاق لأن نجاح الدراما السعودية نجاح لنا جميعاً وليست مختصة بأحد دون آخر والممثل الواحد في المسلسل الواحد يمثل خيطاً في نسيج المجتمع الفني السعودي وإن أخفق قلنا له (لا).
الدراما أصبحت (صناعة) وهي كذلك منذ زمن ولكني أتحدث عنها هنا بيننا وهناك أحداث يجب التطرق لها والكتاب موجودون والمواهب (مكدسة) على أبواب شركات الإنتاج واحتكار أسماء معينة في الكتابة أو السيناريو لا يقدم حلولاً بل يجعلنا (نراوح) في مكاننا دون أن نتقدم خطوة واحدة.. اللهم هل بلَّغت.
Fm248@hotmail.com