المتابع لما يجري حاليا في وزارة التربية يلحظ أنها تبذل جهوداً كبيرة لتتخلص من وزنها الزائد، وهي اليوم تبدو أكثر رشاقة بعد أن تخلصت من ثقل بعض قطاعاتها كالآثار، والثقافة، وكليات المعلمين، والصحة المدرسية، ومركزية الاختبارات، واختبار كفايات المعلمين. إن جهود وزارة التربية في هذا الشأن هي أشبه بجهود من يعمل على إزالة كل ما يحيط بجذع النخلة من تربة وحشائش لكي ينجح في اقتلاع الجذع من الأرض، جميل جداً أن تتركز جهود وزارة التربية في النهاية على معلم أحسن تدريبه ومتابعته ليقف أمام طلابه في بيئة تعليمية مميزة لكي يقدم لهم مادة تعليمة تم اختيارها بعناية لتتحدى وتثري قدراتهم العقلية والمهارية.
سوف تزداد آمالنا بتحقيق تعليم أفضل إذا ما علمنا أن وزارة التربية تتمتع اليوم بدعم سياسي غير محدود وتنعم بميزانية لا تتوفر على الإطلاق لأي وزارة تعليم في المنطقة، وتزخر بكوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً عالياً. في ظل توفر مثل تلك الفرص والظروف التي لا يحلم بها أي نظام تعليمي يصبح من غير المقبول على الإطلاق أن لا يحتل تعليمنا موقع الصدارة القارية أو لا يقترب منه. المتهم الأول هنا هي القيادات التعليمية التي يجب أن تستثمر تلك الفرص.