الشيخ عادل الكلباني انتقل عمله مطلع هذا الشهر الكريم من الرياض إلى مكة المكرمة ليؤم المصلين في الحرم المكي الشريف بعد أن أمضى أكثر من عقدين إماماً لجامع الملك خالد بالرياض، هذا الخبر بكل ما فيه من أهمية ومشاعر إنسانية عاشها هذا الإمام بقراءته الجميلة مع المأمومين الذين يأتون من أماكن بعيدة خصيصاً للصلاة خلفه في جامع الملك خالد بالرياض، تساءلت بدهشة عن مساحة الخبر الممنوحة لشيخ جليل انتقل من موقع إلى موقع آخر في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة مقارنة بانتقال لاعب كورة وكيف يتحول اللاعب إلى مادة دسمة في زمن التسطيح الإعلامي ويتحول إلى دائرة ضوء تطارده شهب الإعلاميين وأسئلة الجماهير من كل حدب وصوب بينما تنشر وسائل الإعلام خبر انتقال الشيخ الجليل على استحياء وبمساحة ضيقة لا تليق بمكانته ومشواره مع العلم.
تخيلت وداع الشيخ عادل الكلباني لأحبابه في جامع الملك خالد بالرياض وجمعت بين فرحته بانتقاله لأطهر بقاع الدنيا وحلم العمر له ولكل إمام وكل شيخ وكل مسلم على وجه البسيطة وبين المشاعر الفياضة للواقفين في مشهد الوداع. إنها مشاعر تفيض بالوجدان وتغازل الذكريات العطرة بين شيخ جليل ومأمومين أحبوه وتعودوا على صوته وحسه وأجواء الخشوع والتجلي الروحاني مع الله.
من حق أي لاعب أن يستفيد من نجوميته وموهبته، ومن حق الصحفي الركض خلف الخبر، لكن من حق شرائح المجتمع توفير المادة المحترمة التي تغريه بالقراءة والمتابعة.. ما الذي ينقص إعلامنا بقنواته الفضائية والمقروءة لو التقى بالشيخ عادل الكلباني ليتحدث عن هذه الخطوة المهمة في حياته ويسرد ذكرياته ومشواره والألفة التي صارت بينه وبين المأمومين الذين اعتادوا على صوته أكثر من عقدين من الزمن، وتكتمل مهنية العمل الإعلامي لو انتقل إلى الجانب الآخر حيث نقف على مشاعر وأحاسيس المسنين والشبان وكل الذين تعودوا على صوته الجميل وقراءته المجودة الممتعة.
انتقال إمام بحجم الشيخ عادل الكلباني خبر يمر مرور الكرام، وانتقال لاعب كورة يأخذ كل الأضواء وكل البهرجة؛ لأننا في زمن انحدار الفكر وضياع بوصلة الوعي.
رئيس الهلال
رئيس الهلال الجديد على الوسط الرياضي الأمير عبدالرحمن بن مساعد جاء بفكره الثقافي وسلوكه الهادئ المتزن لوسط رياضي يعج بالغث والسمين، وكان الرئيس الهلالي يتوقع بعض السلبيات، لكنه لم يتوقعها بهذا الحجم؛ ولذا أعلن استياءه وعدم رضاه عن ممارسات الكذب في الوسط الرياضي وطريقة الفبركة الصحفية التي وصفها بالكذب على النادي الكيان وعلى أنصار النادي. رئيس الهلال لم يكتشف بقية السلبيات ولم يقف على بعض الخزعبلات وهاله قضية الكذب وهي ظاهرة يعاني منها الوسط الرياضي السعودي؛ لأن القاعدة الشعبية تقول: (من أمن العقوبة أساء الأدب)؛ فقد فجر طرف إعلامي سؤالاً عن صحة التعاقد مع مدرب الهلال السيد كوزمين بديلاً للمدير الفني للمنتخب السعودي ناصر الجوهر، وأثار السؤال ضجة في توقيت خطير على المنتخب قبل الجولة الأولى في التصفيات المؤهلة إلى مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 ووصل الأمر إلى النفي من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد دون أن تتحرك الجهات المعنية لتعرية من ارتكب هذه الكذبة ومن ثم معاقبته بأشد العقوبات ليكون ذلك رادعاً له ولغيره، والكذب أو التأليف سلاح الصحفي العاجز والضعيف مهنياً، وللأسف أصبح بإمكان أي صحفي الكذب وزرع فتنة في أي ناد بسهولة تامة؛ لأن أقصى ما سوف يحصل كرد فعل على هذه الكذبة هو النفي فقط!
رئيس الهلال قلق من طريقة الكذب؛ لأنه لم يتعود على مثل هذه الممارسات الخبيثة، ولكن عليه التحلي بالصبر؛ لأن الكذب إحدى أدوات التعاطي في الوسط الرياضي، وسيصدمه الواقع المرير بأمور أخرى سلبية سيتجاوزها بالصبر والحكمة والثقافة التي يتحلى بها، وكل ما نخشاه أن ينسحب رئيس نقي مثل الأمير عبدالرحمن بن مساعد من هذه الأجواء، ويترك الجمل بما حمل.
أشياء... وأشياء
* يكذبون بأخبار متضاربة عن لاعب الهلال المحترف طارق التائب ويؤلفون كل يوم حكاية عن هذا اللاعب؛ لأنه لا يوجد حسيب ولا رقيب.
* كذبوا على مدرب الاتحاد السيد كالديرون، وقالوا إن غياب حسن خليفة عن مرافقته للدوحة ناتج عن خلافات بين الطرفين، بينما الواقع أن خليفة تخلف بسبب حالة وفاة لديه لإحدى قريباته من الأسرة.
* كذابو الزفة يتلذذون بتأليف الأخبار المغلوطة عن الاتحاد للتأثير في مسيرته المنظمة في زمن الفكر الإداري الذي يتصف بالمصداقية والبعد عن البهرجة والهيلمان الإعلامي.
* نشروا عن خلافات في معسكر الاتحاد في أبها وقدموا قصصاً من نسج الخيال، بينما الواقع انسجام وانضباط وروح عالية بقيادة لاعبي الخبرة محمد نور والمنتشري ومحمد أمين ومبروك زائد.
* استمتع الجميع في هذا الشهر الكريم بتلاوة الشيخ عادل الكلباني وتلاوة الشيخ ماهر المعيقلي؛ فقد أوجد هذا الثنائي بصوته العذب أجواء روحانية جميلة وممتعة من الحرم المكي الشريف.
* كل أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى تواصل تمارينها وكلها تبحث عن مباريات ودية في العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك.
* هل توقف المباريات الرسمية في العشر الأخيرة كل سنة مقنع للوسط الرياضي السعودي؟
* انتقال لاعب من ناد إلى ناد يستأثر بمساحات كبيرة في وسائل الإعلام المختلفة بينما انتقال شيخ علم أو موت عالم جليل ينشر على استحياء!!
* ماذا فعل بنا هؤلاء اللاعبون حتى ننجرف خلفهم بهذه الشنة والرنة؟ وكيف نخرج من هذا النفق المظلم؟ هل نحمل فكراً أحول يصعد بنا إلى الهاوية؟ ربما.
* تناول إشكالية سامي الجابر مع محمد الدعيع ثم اعتزال النجم الخلوق نواف التمياط يكشف فاجعة تعاطي وسطنا الإعلامي لمثل هذه المواضيع.
* حتى قناة أبو ظبي الفضائية كذبت على الوسط الرياضي السعودي بإعلان انضمام محمد نور للمنتخب دون أن تحدد مصدر خبرها أو توثقه كما هو المفترض مهنياً.
* نور والمنتشري وعدد آخر ضمن قائمة اللاعبين المعتمدة والمرفوعة من الاتحاد السعودي لكرة القدم ويمكن استدعاء أي لاعب منهم في أي لحظة.
* توثيق الخبر من قناة أبو ظبي يجب أن يتم لحظة إعلان الانفراد، ولا يقبل الوسط الرياضي بالاستشهاد فيما بعد؛ لأن الجميع يتوقعون استدعاء نور أو غيره في أي لحظة.
* وعد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقصر في الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحاً!!!
* الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ فهل يستطيع محترفو الكذب التحلي بالصدق والمصداقية في العمل والتعامل؟
خاطرة
زيادة القول تحكي النقص في العمل، ومنطق المرء قد يهديه للزلل.
alhammadi384@hotmail.com