إن الوقاية كما قيل خير من العلاج في كل الأمور، فكيف بما يتعلق بالإيذاء أو التحرش في السن المدرسي فالتوعية في هذا الجانب مهمة جداً جداً مع أصحاب الشأن أنفسهم وهم أطفالنا فلذات أكبادنا المستقبل والأمل، والبداية تكون من السن الصغيرة كالملتحقين بالروضات أو بتوعية الأمهات لأطفالهم في المنازل وهناك بفضل الله أولاً ثم بجهود المخلصين والمخلصات في المجتمع التربوي موضوعات وأنشطة طيبة تم عملها مع الأطفال في الروضات، لكن هناك بعض الأمور تلامس حاجات الأطفال تحتاج أن تفعل أكثر، وبخاصة في هذا الجيل المطَّلع على كل شيء، وأي شيء جميلاً كان أو قبيحاً.
فقد يتعرض الطفل لأحداث لا يتعرض لها الكبار، بل قد لا يحتملها الكبار أنفسهم وقد تؤثر عليه فينحرف، وربما تدمره فتبقيه محطماً بقية عمره، فعلى التربويات والوالدين التنبه وتوعية الأطفال بالأسلوب المناسب لعمرهم بهذا الخطر وكيف يمكنهم مواجهته أو الإبلاغ عنه لنكن صريحين مع أطفالنا صراحة علمية لا تخدش الحياء، وقد قطعت معلمة رياض الأطفال في مدينة الرياض سارة المهنا باعاً في هذا المجال وحثت على ضرورة وقاية فلذات الأكباد وتوعيتهم بشكل مباشر وقدمت برامج عملية وتحذيرية من خلال عملها التربوي والإنساني قبل كل شيء.
فيناقش الطفل في حوارات تدريجية متفرقة وبأسلوب بسيط عن الأماكن التي يجب أن لا يكون برفقته أحد فيها كدورات المياه ومن الأشخاص الذين يمكنه طلب المساعدة منهم، وهكذا ليعرف اللائق وغير اللائق. وتربيته على الاستئذان عند الدخول وعلى ستر العورة، ثم في حوار تربوي آخر عن اللمسة المقبولة والغير مقبولة مثلا لمس اليد للمصافحة هذا أمر طيب وطبيعي لكن إذا وضع أحدهم يده على مناطق خاصة من جسم الطفل هذا هو الغير مقبول والذي قد يوقع في التدرج الذي نخشاه فيعرف الطفل حتى لا يفاجئ يوما ويستسلم ويرضخ وهو معذور لجهله وصغر سنه، لكن نحن أين دورنا ؟!!، وهل نعذر؟!!.
كما يُعرف الطفل ماذا يمكنه أن يفعل فيما لو تعرض لموقف من هذا النوع من التحرش كأن يصرخ يهرب... ولتكن على شكل سؤال المربي للطفل سواء أحد الوالدين أو معلمته: ماذا تفعل لو حاول أحدهم مثلاً لمسك في مكان حول عورتك...، ويجيب الطفل... وستأتي الإجابة من قبله بديهية واضحة ويكون مهيئاً لحماية نفسه لكن المفاجأة والصدمة هي في الغالب من تجعل الأطفال يصمتون، أيضاً، من المهم جداً تحصين الطفل بالأذكار اليومية وتعويده على الذكر وأن من يحفظ الله يحفظه الله... وهكذا.
فمثل هذه النقاشات والحوارات التربوية المناسبة مع الأطفال تغرس في الطفل مبادئ قوية، وبمشيئة الله حصن حصين وبخاصة في عمر الحضانة والروضة، فمن حقه علينا أن نعلمه ونحميه، وإذا نجحنا في التطبيق مع المتابعة الأسرية وحثه على الأعمال الطيبة والإشباع العاطفي من قبل الأسرة والمحيطين بالطفل أو الشاب وتوجيه سلوكه إن احتاج، وبالطبع الدعاء فهو سر من أسرار السعادة والتوفيق ستمر بإذن الله مرحلة الطفولة والشباب بسلام وستجد من ابنك ما كنت تتمنى وأكثر.
haya.d.2007@Gmail.com