Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/09/2008 G Issue 13141
السبت 20 رمضان 1429   العدد  13141

دفق قلم
أعمال الخير في شهر الخير
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

في شهر رمضان المبارك يرى الإنسان ما يسعد قلبه، ويشرح صدره من أعمال الخير المتعددة في طول البلاد وعرضها، ومن تسابق محبي الخير وفاعليه في ميادين الصدقة والإنفاق والعطاء المتجدد الذي لا يكاد ينقطع، يرى الإنسان ذلك فيشعر بعظمة هذا الشهر المبارك وقيمته الروحية، وأهميته في حياة المسلمين بصفته موسماً روحياً فريداً.

نتابع أخبار المؤسسات والجمعيات الخيرية في بلادنا - مثلا - فنجد من التنافس في الرعاية والإنفاق، وتفطير الصائمين، وبذل المعروف والصدقة، وصرف الزكاة في مصارفها المشروعة ما يؤكد لنا أن أمتنا بخير، وأن قلوب المسلمين قريبة من عمل الخير توّاقة إليه، ثم نتابع أخبار حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ومهرجانات رعاية الأيتام، ومسابقات حفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، فيزيد شعورنا بخيرية هذه الأمة التي أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن الخير موجود فيها لا ينقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إن مما يزيد الإنسان شعورا بالسعادة أن تلك الأعمال الخيرية المختلفة، لا تختص بمنطقة دون أخرى، وإنما هي موجودة في أنحاء بلادنا مناطق، ومحافظات، ومدنا وقرى، بصورة تملأ النفس اطمئنانا ورضا، وتملأ القلوب سعادة وحبورا، وتطفئ في النفوس نار الحسرة والحزن على ما ترى العين وتسمع الأذن من مخالفات شرعية واضحة تنتشر عبر وسائل الإعلام المختلفة في أجواء عالمنا الإسلامي الفسيح، هذا العالم الذي يستقبل رمضان استقبال المشتاق المحب المحتاج إلى ظلالٍ وارفاتٍ في هجير هذا العصر المشتعل بالفتن والأهواء، والانحراف عن منهج الله.

إنَّ هذه الميزة الكبيرة لشهرنا المبارك هي التي تجعلنا أمام مسؤولية عظيمة - كباراً وصغاراً - توجب علينا أن نعمل جاهدين على مدِّ ظلال خيرية هذا الشهر على شهور السنة جميعها، وعلى استمرار هذا التفاعل المبهج مع الطاعة والعبادة، والتعاون والتكاتف وبذل الخير طيلة أيام العام، فإن هذا الاستمرار هو الطريق المعبَّد المُمهّد إلى النجاح، والرُّقيِّ بشأن الأمة المسلمة التي أنهكتها مشكلات الاحتلال، وقضايا التكالب الدولي الغربي عليها، وعلى قيمها ومبادئها، وحرّيَّة إنسانها.

حينما ننظر إلى الجانب المضيء في هذا الشهر المبارك، نجد ما يستحق الإشادة، والدعم الروحي والماديَّ دعماً بلا حدود، حتى نتمكن من ترويض نفوسنا الجامحة، وإراحة أجسادنا المتعبة، وتهدئة نفوسنا المضطربة، وبهذا نكون قد قمنا بواجب دعم الخير، ونشره، وتوسعة ميادينه، وفتح الأبواب المغلفة أمامه، وهنا نسلك بقافلة الأمن والاستقرار طريقها المستقيم.

(أعمال الخير في شهر الخير) أضواء مشرقة في عتمة هذا العصر، وظلام أوهامه الدامس، فما أسعدنا بما تنشر من نورها الصافي!

إشارة:

كل ليلٍ هنا يفرُّ، وتبقى

شمسنا لا ينال منها الكسوف

www.AWFAZ.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد